و بعد أن وضع
النبي الأكرم صلى الله عليه و آله عليّاً في فراشه خرج من مكّة متستّراً و تحرّك
إلى جهة الجنوب على عكس مسير المدينة حتّى وصل إلى غار ثور، و بعد أن يأس الأعداء
من العثور عليه تحرّك إلى المدينة و وصل إليها بسلام.
لا شكّ أن
ليلة المبيت كانت ليلة حسّاسة و مهمة جدّاً و مصيرية بالنسبة إلى الإسلام و
المسلمين و كان بطل هذه الليلة هو أمير المؤمنين عليه السلام و عند ما كان النبي
متوجّهاً إلى المدينة أوحى اللَّه تعالى إليه بهذه الآية محل البحث حيث تحدّثت
هذه الآية عن إيثار و تضحية الإمام علي عليه السلام العظيمة.
اعترافات
علماء أهل السنّة
رأينا آنفاً
ما ورد في شأن نزول هذه الآية الشريفة و لا يختص ذلك بعلماء الشيعة بل نقله الكثير
من علماء أهل السنّة، و منهم: «الطبري» [1]،
«ابن هشام» [2]، «الحلبي» [3]،
«اليعقوبي» [4] (و كلّهم من مشاهير مؤرّخي أهل السنّة) و «أحمد»
[5] من فقهاء أهل السنّة و «ابن الجوزي» [6]،
و «ابن الصبّاغ المالكي» [7].
و الملفت
للنظر ما أورده «أبو جعفر الإسكافي» الشارح المشهور لنهج البلاغة لابن أبي الحديد
المعتزلي، حيث قال في هذا الصدد:
قد ثبت
بالتّواتر حديث الفراش ... و لا يجحده إلّا مجنون أو غير مخالط لأهل الملّة ...
و قد روى
المفسّرون كلّهم: إنّ قول اللَّه تعالى: و من النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات
اللَّه انزلت في عليّ عليه السلام ليلة المبيت على الفراش[8].
[1] تاريخ الطبري: ج 2، ص 99- 101 (نقلًا عن
الغدير: ج 2، ص 48).
[2] سيرة ابن هشام: ج 2، ص 291 (نقلًا عن
الغدير: ج 2، ص 48).
[3] السيرة الحلبيّة: ج 2، ص 29 (نقلًا عن
الغدير: ج 2، ص 49).
[4] تاريخ اليعقوبي: ج 2، ص 29 (نقلًا عن
الغدير: ج 2، ص 48).
[5] مسند أحمد: ج 1، ص 348 (نقلًا عن الغدير: ج
2، ص 48).
[6] تذكرة ابن الجوزي: ص 21 (نقلًا عن الغدير: ج
2، ص 48).
[7] فصول ابن الصبّاغ المالكي: ص 33 (نقلًا عن
الغدير: ج 2، ص 48).