responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 201

و مشيئته فإن هذا المعنى لا يتنافى مع التوحيد إطلاقاً.

التوسل في القرآن‌

و مضافاً إلى ما تقدّم فهناك آيات قرآنية عديدة تذكر مسألة التوسل بصراحة و إليك بعض النماذج و الأمثلة على ذلك:

1- نقرأ في الآية 97 من سورة يوسف قوله تعالى:

«قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ».

عند ما وصل خبر يوسف و أنه في كامل الصحّة و العافية إلى أبيه و اخوته تحرّك الأخوة لجبران خطئهم و اشتباههم من موقع التوبة و الاستغفار و جاءوا إلى أبيهم و توسطوا إليه ليستغفر لهم اللَّه تعالى و جعلوه واسطتهم إلى اللَّه تعالى ليغفر لهم شنيع فعلتهم، فأجابهم يعقوب بقوله:

«سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ». [1]

و طبقاً لهذه الآية الشريفة فإنّ أبناء يعقوب المذنبين توسلوا إلى أبيهم النبي و طلبوا منه أن يتوسط لهم إلى اللَّه تعالى ليغفر لهم و يعفو عنهم، و عليه فلا إشكال في أن نتوسل بنبي الإسلام صلى الله عليه و آله أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام أو القرآن الكريم أو المقدسات الاخرى و نجعلها واسطتنا إلى اللَّه تعالى لطلب الفرج و استجابة الدعاء و أمثال ذلك.

2- و نقرأ في الآية 64 من سورة النساء:

«وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً».

إنّ اللَّه تعالى في هذه الآية الشريفة يعلّم الناس طريق التوسل، و في مقابل هاتين الآيتين‌


[1] سورة يوسف: الآية 98، و السبب في أن يعقوب لم ينفذ طلبهم في ذلك الوقت هو أن لكلّ شي‌ء زمان خاص، و الدعاء قد يستجاب في بعض الأوقات أسرع من غيرها، و لهذا أوكل يعقوب الدعاء لأبنائه إلى المستقبل، و قد ورد في بعض الروايات أنه كان يريد أن يدعو اللَّه لهم في ليلة الجمعة و هو الوقت المناسب جدّاً لاستجابة الدعاء، و الملفت للنظر أنه ورد في تفسير القرطبي، ج 6، ص 3491، أن يعقوب كان يقصد الدعاء في ليلة الجمعة التي تصادف ليلة عاشوراء.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست