و مشيئته فإن
هذا المعنى لا يتنافى مع التوحيد إطلاقاً.
التوسل في
القرآن
و مضافاً إلى
ما تقدّم فهناك آيات قرآنية عديدة تذكر مسألة التوسل بصراحة و إليك بعض النماذج و
الأمثلة على ذلك:
1- نقرأ في
الآية 97 من سورة يوسف قوله تعالى:
«قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا
إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ».
عند ما وصل
خبر يوسف و أنه في كامل الصحّة و العافية إلى أبيه و اخوته تحرّك الأخوة لجبران
خطئهم و اشتباههم من موقع التوبة و الاستغفار و جاءوا إلى أبيهم و توسطوا إليه
ليستغفر لهم اللَّه تعالى و جعلوه واسطتهم إلى اللَّه تعالى ليغفر لهم شنيع
فعلتهم، فأجابهم يعقوب بقوله:
و طبقاً لهذه
الآية الشريفة فإنّ أبناء يعقوب المذنبين توسلوا إلى أبيهم النبي و طلبوا منه أن
يتوسط لهم إلى اللَّه تعالى ليغفر لهم و يعفو عنهم، و عليه فلا إشكال في أن نتوسل
بنبي الإسلام صلى الله عليه و آله أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام أو القرآن
الكريم أو المقدسات الاخرى و نجعلها واسطتنا إلى اللَّه تعالى لطلب الفرج و
استجابة الدعاء و أمثال ذلك.
إنّ اللَّه
تعالى في هذه الآية الشريفة يعلّم الناس طريق التوسل، و في مقابل هاتين الآيتين
[1] سورة يوسف: الآية 98، و السبب في أن يعقوب
لم ينفذ طلبهم في ذلك الوقت هو أن لكلّ شيء زمان خاص، و الدعاء قد يستجاب في بعض
الأوقات أسرع من غيرها، و لهذا أوكل يعقوب الدعاء لأبنائه إلى المستقبل، و قد ورد
في بعض الروايات أنه كان يريد أن يدعو اللَّه لهم في ليلة الجمعة و هو الوقت
المناسب جدّاً لاستجابة الدعاء، و الملفت للنظر أنه ورد في تفسير القرطبي، ج 6، ص
3491، أن يعقوب كان يقصد الدعاء في ليلة الجمعة التي تصادف ليلة عاشوراء.