من توسّل
بمخلوق فقد أشرك مع اللَّه غيره و اعتقد ما لا يحلّ اعتقاده.[1]
3- و يقول
ابن تيمية المؤسس الحقيقي للفكر الوهابي:
من توسّل
بعظيم عند اللَّه ... فهذا من أفعال الكفّار و المشركين.[2]
و الخلاصة هي
أن من يعتقد بمذهب الوهابية يرى أن أي نوع من التوسل هو شرك باللَّه تعالى و أن
المتوسل منحرف عن الإسلام الحقيقي، و لذلك يتحركون في مكّة و المدينة بذريعة
«الشرك» و «البدعة» من موقع إلحاق الأذى و إيجاد المشاكل لحجاج بيت اللَّه الحرام
و زوار المدينة المنوّرة.
مقام
التوحيد و مكانته السامية
و لأجل بيان
هذه الحقيقة و هي أن التوسل لا يتنافى إطلاقاً مع التوحيد نرى من اللازم في
البداية توضيح معنى التوحيد و بيان مقامه السامي في دائرة المعتقدات الإسلامية، و
باعتقادنا أن التوحيد هو أصل و أساس الدين و يلعب دوراً أساسياً في جميع الامور
المتعلّقة بالدين و السلوك الديني، إنّ اللَّه تعالى واحد، و جميع الأنبياء دعوا
أقوامهم إلى شيء واحد، و أن جميع الناس سوف يبعثون بعد الموت، و أن الكعبة هي
قبلة المسلمين، و القرآن لدى جميع المسلمين واحد، و الخلاصة أن التوحيد يمثل الأصل
و الأساس لجميع اصول الدين و فروعه، و لهذا فإنّ التوحيد ليس أصلًا من اصول الدين
فقط بل يستوعب جميع اصول الدين و فروعه، و التوحيد بمثابة خيط المسبحة الذي يربط
جميع حباتها بحيث لو لا التوحيد لا يبقى للدين من معنى كما أنه لو لا خيط المسبحة
لا يبقى معنى لوجود المسبحة، و بالالتفات إلى هذا المعنى للتوحيد و مكانته العليا
بين العقائد و المفاهيم الإسلامية فإننا نعتقد بأن كلّ أمر يتنافى مع التوحيد فهو
مرفوض و مردود.