responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 188

لتحقيق هذا الغرض أن يتقرب إلى اللَّه تعالى بشخص معيّن فمن هو هذا الشخص؟

10- و رغم أن توبة آدم قد قُبلت و لكنه اخرج من الجنّة و سكن في الأرض، فهل أنه سكن الجنّة هو و زوجته بشكل مؤقت من البداية، أو أن المقرر أن يخلّد فيها و لكنه بسبب ارتكابه لترك الأولى اخرج منها؟

إنّ النقاط العشرة المتقدّمة تحتاج جميعها إلى دراسة دقيقة و بحث وافر و مفصّل، و لكننا هنا سنشير فقط إلى النقطة التاسعة منها بما يتناسب مع الآية مورد البحث، أي مسألة توسل آدم في هذه الآية.

توسل النبي آدم‌

عند ما تم إسكان آدم و حواء في الجنّة أباح لهما اللَّه تعالى الاستفادة من جميع النعم و المواهب فيها إلّا شجرة واحدة أمره بالابتعاد عنها و عدم تناول شي‌ء منها، و هكذا استمر آدم و حواء في حياتهما السعيدة في الجنّة و لم يقتربا من الشجرة الممنوعة، و لكنّ الشيطان الذي تلقّى‌ ضربة قاصمة عند خلق آدم و تمّ إخراجه من الجنّة و أصبح مورد اللعنة الأبدية كان يتحين الفرصة للانتقام من آدم، و لهذا شرع بالوسوسة لآدم و حواء ليدفعهما نحو الشجرة الممنوعة و التلوّث بالخطيئة.

و نعلم أن الشيطان عند ما يوسوس للإنسان بالخطيئة فإنه لا يتقدم بالإنسان باقتراح ممارسة الذنب بصورة مباشرة بل يغطّي الذنب بأقنعة زائفة و برّاقة و جذّابة بحيث إنّ الإنسان عند ما يتحرّك نحو الذنب يتصور أنه يقدم على عبادة و يؤدي وظيفته الشرعية كما يحدّثنا القرآن الكريم عن ملكة سبأ و قومها المشركين الذين كانوا يعبدون الشمس:

«وَجَدْتُها وَ قَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ» [1].


[1] سورة النمل: الآية 24.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست