responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 183

2- المعيار في العمل ليس كميّته‌

و الشي‌ء الآخر الذي يمكن أن نستوحيه من آيات سورة الدهر هي أن الإسلام يرى‌ أن المعيار الصحيح للأعمال يكمن في كيفية العمل لا كميته و مقداره، لأن جميع ما أنفقه هؤلاء الأولياء في هذه الاسرة الطاهرة لا يتجاوز عدّة كيلوغرامات من الشعير، و لكن بما أن هذا العمل كان متوائماً مع الاخلاص و كان بدافع رضا اللَّه تعالى فقط فإنّ هذا الدافع هو الذي رفع قدر ذلك العمل و ترتبت عليه تلك المثوبات العظيمة التي وردت في هذه السورة، فعنصر «الإخلاص» يحقّق معجزة في تغيير ماهيّة العمل، فأحياناً يوصل قيمة العمل إلى ألف ضعف و أحياناً اخرى إلى مليون ضعف و ثالثة إلى مليارد ضعف، و قد يصل بالعمل أحياناً إلى ما يستوعب في قيمته جميع عبادات الجن و الانس إلى يوم القيامة [1]، و علامة مثل هذا الاخلاص هي أن الإنسان الذي يتحرك في عمله من موقع الإخلاص لا يرى‌ سوى اللَّه تعالى في عمله هذا و لا يتوقع أجراً من أحد غيره بل لا يتوقع الشكر عليه، و قد يصل الإنسان بدرجة من الإخلاص أن يتساوى عنده الشكر مع الإهانة فلا يفرح بالشكر و لا يتألم من السبّ و الإهانة في مقابل هذا العمل، فهنيئاً لمن يعيش هذا المقام و هذه الروحية المخلصة.

3- انعكاس آيات سورة الدهر في الأشعار

إنّ شأن نزول آيات سورة الدهر في الإمام علي عليه السلام و أهل بيته عليهم السلام كان إلى درجة من الوضوح و البداهة حتّى أننا نجدها في أشعار الشعراء أيضاً، حيث نقرأ في أشعار محمّد بن إدريس المطلبي الشافعي الذي هو من أئمّة أهل السنّة [2] أنه قال هذه الأشعار في الإمام‌


[1] مثلًا ورد في ضربة علي يوم الخندق عند ما قتل عمرو بن ود العامري أن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قال:

«لضربة عليّ خير من عبادة الثقلين»، و جاء في رواية اخرى:

«لضربة علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل امتي إلى يوم القيامة». (بحار الأنوار: ج 39، ص 2).

[2] و كان يحبّ أهل البيت عليهم السلام حبّاً جماً، و قد سرت هذه المحبّة منه إلى أتباعه إلى درجة أن المذهب الشافعي يعدّ من أقرب المذاهب إلى مذهبنا نحن الشيعة، بخلاف المذاهب السنّية الاخرى، كالوهابية، بل إن هؤلاء لا يلتقون مع أيّ من المذاهب السنّية الاخرى و يتهمون الجميع بالشرك و البدعة و يتحركون معهم من موقع العداوة و النزاع الدائم.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست