responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 180

مضافاً إلى أن الإمام علي عليه السلام كما ورد في قصة سورة الدهر لم يقدم إلى السائل سوى طعامه فقط لا طعام جميع أفراد الاسرة، ثمّ إنّ فاطمة الزهراء عليها السلام قدّمت طعامها إلى السائل بكلّ اختيار و رغبة و هكذا صنع الحسن و الحسين عليهما السلام و هذا يدلُّ على غاية الإيثار الذي يذكره القرآن الكريم من موقع الثناء و المدح.

و أمّا في مورد قوله تعالى‌ «قُلِ الْعَفْوَ» فهناك نظريتان في المراد منها، إحداهما أن المراد من «العفو» هو الشي‌ء الزائد عن حاجة الإنسان‌ [1]، و لكن الاحتمال الثاني هو أن يكون‌ «الْعَفْوُ هُوَ الطَّيِّبُ مِنَ الْمالِ» و لذلك لا بدّ من التصدّق على الفقير و المسكين من هذا النوع من الأموال‌ [2] لا كلّ ما زاد عن حاجة الإنسان و استغنى‌ عنه في حياته فإنّه يقوم بالتصدّق به إلى الفقراء، لأنه في هذه الصورة سوف لا يصل إلى حقيقة البر و الإحسان في قوله تعالى‌ «لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ» [3].

و عليه فإنّ قوله‌ «قُلِ الْعَفْوَ» يحتمل قوياً أن يراد به التوصية ببذل أفضل ما بأيدي الإنسان من أموال و وسائل إلى الفقراء لا أنه يتصدّق بما لا يحتاج إليه، و هذا هو معنى الإيثار الذي أشارت إليه آيات سورة الدهر.

و بالالتفات إلى ما تقدّم آنفاً فإننا لا نجد تنافياً بين آية «قُلِ الْعَفْوَ» و بين شأن نزول آيات سورة الدهر، بل و أكثر من ذلك فإنها منسجمة معها و مؤيدة لها.

3- آيات سورة الدهر عامة أو خاصّة؟

سؤال: هل أن آيات سورة الدهر التي وردت في وصف «الأبرار» و ما ذكر من أنواع المثوبات و الجزاء في الجنّة لهؤلاء تختص بالإمام علي عليه السلام و زوجه و ابنيه، أو هي عامة و شاملة لجميع الأشخاص الذين يتصفون بصفة «الأبرار»؟ و إذا كان الاحتمال الثاني هو


[1] الكشّاف: ج 1، ص 262.

[2] ورد الاحتمال الأوّل و الثاني و احتمالات اخرى أيضاً في التفسير الامثل: ج 2، ذيل الآية 219 من سورة البقرة.

[3] سورة آل عمران: الآية 92.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست