و هنا تتحدّث
الآية عن شرابٍ ممزوج بعطر الكافور و هو المادة التي تضاف إلى الماء في تغسيل
الميت و لها خاصية مضادّة للتعفن، و لكنها تستخدم في لغة العرب بمعنى أوسع، فتطلق
على كلّ شيء معطر ذي رائحة طيبة، و عليه فالمراد من شراب الكافور هو الشراب
المعطّر الذي يثير لدى أهل الجنّة لذّة كبيرة عند تناوله.
الزنجبيل
أيضاً يستعمل في معناه المتداول و المعروف و كذلك بمعنى عطور خاصّة، و لكن هنا ورد
بالمعنى الثاني حيث يتناول أهل الجنّة شراباً ممزوجاً بعطر الزنجبيل.
النوع الثالث
من أنواع الأشربة التي يتناولها أهل الجنّة هو الشراب الطهور حيث يسقيهم اللَّه
تعالى هذا الشراب في الجنّة.
هذه
التعبيرات المتنوعة في مفردة الشراب تستحق الدقّة و التأمل، فعند ما يتحدّث عن
شراب الكافور يعبر عنه بجملة «يشربون» أي أن أهل الجنّة يتناولون هذا الشراب
بأيديهم، أما في مورد شراب الزنجبيل وردت العبارة بجملة «يسقون» أي أن خدم الجنّة
يقدّمون هذا الشراب لهؤلاء المؤمنين، و بالنسبة إلى الشراب الطهور ورد التعبير ب
«سقاهم ربّهم» أي أن اللَّه تعالى هو الذي يسقيهم هذا الشراب الطاهر في الجنّة.
ما ذا يعني
الشراب الطهور؟
ورد في رواية
أن أهل الجنّة عند ما يشربون هذا الشراب فإنه:
«يُطَهِّرُهُمْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سوى اللَّهِ»[1].
و يقول النبي
الأكرم صلى الله عليه و آله في حديث آخر عن آثار هذا الشراب الطهور في نفوس أهل