responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 152

غير مستعد لخروج عن خطّ العدالة و لو للحظة واحدة نهض قائماً و غادر المكان.

أين نجد في تاريخ البشرية أن سلطاناً مقتدراً و بيده اختيار الخزانة يتصرف مثل هذا التصرف مع أخيه من أجل حفظ العدالة؟

إلهنا، وفّق المسئولين في حكوماتنا الإسلامية ليكونوا مثل أمير الأحرار و يتحركوا في أداء مسئولياتهم من موقع تقديم «الضوابط» على «الروابط».

مراتب المحبّة

إنّ للمحبّة كما في سائر الامور مراتب متعدّدة و مراحل مختلفة، و محبّة الناس لأمير المؤمنين عليه السلام ليست بمرتبة واحدة، فبعضهم يعيش المحبّة الكاذبة فهي مجرد لقلقة لسان و لا تمتد بجذورها إلى القلب، و البعض الآخر تمتد محبّتهم إلى قلوبهم و لكنّها ليست عميقة الجذور بل سطحية، و الطائفة الثالثة تمتد محبّتهم إلى أعماق قلوبهم بحيث تستوعب جميع وجودهم و نفوسهم و ترسم معالم شخصيتهم بلون المحبوب، فسلوك مثل هؤلاء الأشخاص هو سلوك علوي، و كلامهم كلام علوي، و أخلاقهم أخلاق علوية، و الخلاصة أن كلَّ وجودهم و أفعالهم و سلوكياتهم تفوح برائحة الإمام علي، و هذه أعلى مراتب المحبّة، المرحلة التي يجد الإنسان نفسه غير مستعد لأن يبادل هذه المحبّة بأيِّ شي‌ء آخر بل يجد نفسه مستعداً للتضحية بنفسه من أجل هذه المحبّة و المودّة.

و كمثال على هذه المحبّة الخالصة نذكر هذا النموذج:

ميثم التمّار، العاشق الخالص‌

في أحد الأيّام قال الإمام علي عليه السلام لأحد عشاقه الذي كان يعيش الولاء المطلق له:

- سوف تُصلب في المستقبل القريب بسبب دفاعك عني و حبّك لي فكيف يكون حالك حينئذٍ؟

و لكنّ هذا العاشق لم يتردد لحظة و لم يشعر بشي‌ءٍ من الخوف و لم يتهرب من المسئولية و الولاية بل أظهر السرور البالغ و قال: سيّدي أين المكان الذي سوف اصلبُ فيه؟

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست