و على هذا
الأساس فإنّ الإنسان إذا أحبّ شخصاً وجب عليه إطاعته، و نحن عند ما ندّعي محبّة
أهل البيت عليهم السلام يجب علينا اتباعهم و اطاعتهم و إلّا فإنّ ادّعاءنا المحبّة
و المودّة لا يكون صادقاً، و سنتطرق لاحقاً إلى شرح أكثر حول معطيات هذه الآية
الشريفة.
2- تقدّم أن
آية المودّة تدلُّ مع قطع النظر عن جميع الروايات و الآيات الاخرى على ولاية و
إمامة أمير المؤمنين و الأئمّة المعصومين عليهم السلام و مع الأخذ بنظر الاعتبار
الروايات الواردة في شأن نزولها فإنّ دلالتها ستكون أوضح بكثير، و إذا وضعنا هذه
الآية إلى جانب الآيات الاخرى المتعلّقة بالولاية مثل آية إكمال الدين، آية
التبليغ، آية الصادقين و آيات مماثلة اخرى فإنّ دلالتها ستكون واضحة جدّاً.
3- أما
الآلوسي المفسّر المعروف من أهل السنّة فقد ذكر إشكالين في تفسيره «روح المعاني» و
قد اتّضح جوابهما من خلال الأبحاث السابقة، و لذلك سنكتفي هنا بذكر هذين الإشكالين
فحسب:
الف:
كيف طلب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من المسلمين محبّة و مودّة ذوي القربى
بعنوانها أجر الرسالة في حين لم يطلب سائر الأنبياء مثل هذا الأجر من أقوامهم؟
و الجواب على
هذا السؤال كما تقدّم هو أن هذا الأجر يعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع
الإسلامي لا على الرسول صلى الله عليه و آله نفسه.
ب:
لو سلّمنا بأن المراد من القربى هنا هم أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله و
المفروض محبّتهم و مودّتهم، و لكن ما العلاقة بين هذه المودّة من جهة و بين
الإمامة و الخلافة من جهة اخرى كما يدّعي الشيعة؟
و الجواب على
هذا السؤال أيضاً واضح، حيث إنّ أجر الشيء لا بدّ و أن يماثله في القيمة