responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 103

«تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا».

فالتقوى في نظر الإسلام مهمة في عملية الصعود بالإنسان إلى مدارج الكمال و تعني أن يعيش الإنسان الخوف و الخشية من اللَّه تعالى بحيث يدفعه ذلك إلى اجتناب الذنوب و لا يحتاج معها إلى ضوابط خارجية.

الثاني: هو أن اللَّه تعالى يأمر المؤمنين في هذه الآية الشريفة أن يكونوا مع الصادقين.

من هم الصادقين؟

سؤال: هل أن المراد من «الصادقين» في هذه الآية الشريفة، و الذين أمر اللَّه تعالى المسلمين باتباعهم هم أشخاص معيّنون، أو أن المراد هو المعنى اللغوي لهذه الكلمة، أي أن يتبع الإنسان كلُّ شخص صادق؟

الجواب: نحن نرى أن المراد من «الصادقين» في هذه الآية الشريفة ليس كلُّ إنسان صادق بل أفرادٌ مخصوصون، و الشاهد على ذلك وجود قرينتين في هذه الآية:

1- أنه لو كان المراد من كلمة «الصادقين» هو المعنى العام لا الخاصّ فيجب أن يقول «كونوا من الصادقين» لا «مع الصادقين» لأن الواجب على جميع المسلمين أن يكونوا صادقين لا مجرد أن يكونوا مع الصادقين، و على هذا الأساس يتّضح من وجوب اتباع الصادقين و الكون معهم أن المراد بهم هم أشخاص معيّنون بحيث يجب على المسلمين إتباع هؤلاء الأشخاص.

2- و الشاهد الآخر على هذا المعنى أن ظاهر الآية يدلّ على أن إتباع هؤلاء غير مقيّد بقيود أو شروط، و عليه فإنّ إطلاق وجوب اتباعهم يدلُّ على ضرورة أن يكون هؤلاء الصادقون معصومين و مصونين من الخطأ و الاشتباه و الزلل لأنه لو لم يكونوا كذلك فلا يصحّ للمسلمين اتباعهم مطلقاً بل عليهم الابتعاد عنهم في حالات الزيغ و الخطأ و المعصية.

و على هذا الأساس فبما أن وجوب اتباع «الصادقين» ورد بصورة مطلقة لزم أن يكون هؤلاء الصادقين أشخاصاً معينين و معصومين من الخطأ و الذنب ليتسنّى‌ للآخرين اتباعهم بصورة مطلقة.

نام کتاب : آيات الولاية في القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست