وأكرمهم نفسا [۱] ، وكان يتفقُد فقراء المدينة في الليل ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم والنفقات ولايعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك ، ولم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته عليه السلام وكان كثيرا مّا يدعو . «اللّهمّ إنّي أسالك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» [۲] . وحكي أنّ الرشيد سأله يوما : كيف قلتم نحن [۳] ذرّية رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوأنتم أبناء [۴] عليّ وإنّما يُنسب الرجل إلى جدّه لأبيه دون جدّه لاُمّه؟! فقال الكاظم عليه السلام : أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم : «وَمِن ذُرِّيَّتِهِى دَاوُودَ وَسُلَيْمَـنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَـرُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ» [۵] وليس لعيسى أب وإنما اُلحق بذرّية الأنبياء من قِبل اُمّه ، وكذلك اُلحقنا بذرّية النبي من قِبل اُمّنا فاطمة الزهراء عليهاالسلام .وزيادة اُخرى يا أمير المؤمنين قال اللّه عزّوجلّ : «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ...» [۶] ولم يدع صلى الله عليه و آلهعند مباهلة النصارى غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين وهما الأبناء [۷] .
[۱] انظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲۹۶ ، و : ۲ / ۲۳۱ ط آخر وزاد « ... فيحمل إليهم الزنبيل فيه العين (الذهب والدنانير) والورق (الفضّه والدراهم) والأدقة ـ جمع دقيق وهو الطحين ـ والتمور فيوصل إليهم ذلك ولايعلمون من أيّ جهة هو» . وانظر حلية الأبرار : ۲ / ۲۵۳ ، والوسائل : ۴ / ۱۰۷۴ ح ۸ و ۹ ، والبحار : ۸۶ / ۲۳۰ ح ۵۴ ، و : ۴۸ / ۱۰۱ ح ۵ .
[۲] انظر إعلام الورى : ۲۹۶ ، مناقب آل أبي طالب : ۴ / ۳۱۸ ، البحار : ۴۸ / ۱۰۱ ح ۵ ، الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۳۱ ، حلية الأبرار : ۲ / ۲۵۳ ، الوسائل : ۴ / ۱۰۷۴ ح ۸ و ۹ ، الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي : ۴۶۳ .