فعلت بالدُرّاعة السوداء الّتي كسوتك بها [۱] واختصصتك بها من مدّة من بين سائر خواصّي؟ قال : هي عندي يا أمير المؤمنين في سفط فيه طيب مختوم عليها ، فقال : احضرها الساعة ، فقال : نعم يا أمير المؤمنين السمع والطاعة ، فاستدعى بعض خدمه فقال : امض وخذ مفتاح البيت الفلاني من داري وافتح الصندوق الفلاني وجئني [۲] بالسفط الّذي فيه على حالته بختمه . فلم يلبث الخادم إلاّ قليلاً حتّى عاد وفي صحبته السفط مختوما على حالته بختمه ، فوضع بين يدي الرشيد ، فأمر بكسر [۳] ختمه ففكّ وفتح السفط فإذا بالدُرّاعة فيه مطوية ومدفونة بالطيب على حالها لم تُلبس ولم تُدنس ولم يُصبها شيء من الأشياء . فقال لعليّ بن يقطين : ارددها [۴] إلى مكانها وخذها وانصرف راشدا فلن اُصدّق [۵] بعدها عليك ساعيا ، وأمر أن يُتبع بجائزة سنية وأمر أن يُضرب الساعي ألف سوط فضُرب ، فلمّا بلغوا إلى خمسمائة سوط مات تحت الضرب قبل الألف [۶] . وكان [أبو الحسن] موسى الكاظم عليه السلام أعبد أهل زمانه وأعلمهم [۷] وأسخاهم كفّا
[۶] رويت هذه القصة في مصادر عديدة وأوردها ابن شهرآشوب في مناقبه : ۴ / ۲۸۹ ، و : ۳ / ۴۰۸ ط آخر بشكل مختصر ، وأوردها الراوندي في الخرائج والجرائح : ۱ / ۳۳۴ ح ۲۵ ، وفي ص ۳۴۳ بلفظ آخر يختلف عن هذه الألفاظ ولكنها تؤدّي نفس المعنى فلاحظ والطبرسي في إعلام الورى : ۲۹۳ و ۲۰۳ مع تغيّر في بعض الألفاظ وكذلك في التقديم والتأخير ، وانظر الإرشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۲۲۵ ـ ۲۲۷ ، و : ۳۲۹ ط آخر ، والبحار : ۴۸ / ۱۳۷ ح ۱۲ ، و۵۹ ح ۶۰ و۷۲ و۷۳ ، نور الأبصار : ۳۰۴ ، وسيلة النجاة : ۳۶۸ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۳۱۹ و ۳۲۰ ، دلائل الإمامة : ۱۵۸ ، مدينة المعاجز : ۴۲۸ ح ۱۲ ، الصراط المستقيم : ۲ / ۱۹۲ ح ۲۰ ، عيون المعجزات : ۹۹ .