قال حسام [۱] بن حاتم الأصمّ : قال لي [أبي] حاتم : [قال لي] شقيق البلخي [۲] : خرجت حاجّا في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت القادسيّة فبينا [۳] أنا انظر [إلى ]الناس في مخرجهم إلى الحاجّ وزينتهم وكثرتهم إذ [۴] نظرت إلى فتىً [۵] حسن الوجه شديد السمرة ضعيف [۶] فوق ثيابه ثوب صوف مشتمل بشملة في رجليه نعلان وقد جلس منفردا ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلاًّ على الناس [۷] في طريقهم واللّه لأمضينّ إليه ولاُوبخنّه ، فدنوت منه فلمّا رآني مقبلاً نحوه قال : ياشقيق «اجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ» [۸] ثمّ تركني [۹] ومضى [۱۰] ، فقلت في نفسي : إنّ هذا الأمر عظيم قد تكلّم بما [۱۱] في
[۱] في (ب) : هشام ، وفي بعض المصادر : خشنام كما في كشف الغمّة وإثبات الهداة وغيرهما .
[۲] هو شقيق بن إبراهيم البلخي الأزدي ، زاهد صوفي من مشاهير المشايخ في خراسان ، حدّث عن أبي حنيفة وقُتل في غزاة كولان ـ بليدة في حدود بلاد الترك ـ في سنة (۱۵۳ ه) وقيل (۱۹۴ ه) ترجم له في سير أعلام النبلاء للذهبي : ۹ / ۳۱۳ ، طبقات الأولياء لابن المُلقّن : ۱۲ ، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني : ۸ / ۵۸ .