نقش خاتمه «الملك للّه وحده» [۱] ، معاصره الهادى موسى [۲] وهرون الرشيد [۳] . وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة وفضائله وصفاته الباهرة تشهد له بأنه افترع منه [۴] الشرف وعلاها وسما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها ، وذللت له كواهل السيادة فركبها وامتطاها ، وحكم في غنائم المجد فأختار صفاياها فاصطفاها [۵] . فمن ذلك ماأخبر به الفضل بن الربيع عن أبيه عن جدّه أنّ المهدي لمّا حبس موسى بن جعفر الكاظم [ففي بعض الليالي ]رأى [المهدي ]في النوم [۶] عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول له : يا محمّد «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ
[۱] انظر نور الأبصار : ۳۰۱ ، البحار : ۴۸ / ۱۱ ح ۹ ، إحقاق الحقّ : ۱۲ / ۲۹۸ . وجاء في عيون أخبار الرضا : ۲ / ۵۹ ح ۲۰۶ ، وأمالي الصدوق : ۳۷۱ ح ۵ بلفظ «حسبي اللّه » ومثله في الكافي : ۶ / ۴۷۳ ح ۴ و۵ ودلائل الإمامة : ۱۴۹ ، والبحار : ۴۸ / ۱۰ ح ۴ و۵ .
[۲] هو موسى بن محمّد المهدي بن أبي جعفر المنصور ، تولّى الخلافة بعد أبيه وتولّى له البيعة هارون أخوه ببغداد وموسى بجرجان ، وكانت ولاية موسى سنةً وشهرا ، ويكنى أبا محمّد واُمّه الخيزران ، وتوفي ببغداد سنة (۱۷۰ ه) وقد بلغ من السنّ خمسا وعشرين سنة . انظر المعارف لابن قتيبة : ۳۸۱ ـ ۳۸۱ ، تاريخ الطبري : ۶ / ۲۷۲ ، صاحب الفخري : ۱۵۵ . وقد وصفه المسعودي في مروج الذهب : ۳ / ۳۳۵ والفخري : ۱۷۱ بلفظ «كان موسى قاسي القلب شرس الأخلاق ، صعب المرام ...» وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي : ۲۷۹ بلفظ « ... وكان يتناول السكر ويلعب ويركب حمارا فارها ... وكان جبّارا» .