[قال :] فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا : ما ترونّه يريد أن يصنع؟ قالوا : نظنّه [۱] أنه يريدُ أن يصالح معاوية ويسلّم الأمر إليه [فقالوا : كفر واللّه الرجل ]فشدّوا على فُسطاطه فانتهبوه حتّى أخذوا مصلاّه من تحته . ورداءه من عاتقه [ثمّ شدّ عليه عبد الرحمن بن عبد اللّه بن جعال الأزدي ، فنزع مِطرفَه من عاتقه ، فبقي جالسا متقلّدا السيف بغير رداء] [۲] . فرجع وركب فرسه وتقلّد بسيفه وأحدق به طوائف من خاصّته وشيعته ومنعوا منه مَن أراده [۳] [فقال : ادعُوا لي ، فدعوا له ]وطافوا به ربيعة وهمدان وجماعة من غيرهم وساروا معه ، فبادر إليه رجل من بني أسد يقال له [۴] الجرّاح بن سنان [۵] [فأخذ بلجام بغلته] في يده مِغوَل [۶] [وقال : اللّه أكبر شركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل ]فطعنه به في فخذه فشقّه حتّى بلغ العظم [فاعتنقه الحسن وخرّا جميعا إلى الأرض ]فأكبّ عليه شخصٌ من شيعة الحسن [۷] فقتله
[۵] الجرّاح بن سنان من [بن] قبيصة الأسدي كما جاء في تاريخ اليعقوبي : ۲ / ۲۱۵ ، والإمام الحسن بن عليّ : ۱۸ ، لكن في الفتوح : ۲ / ۲۹۰ «سنان بن الجرّاح» . وانظر الأخبار الطوال : ۲۱۷ ، المقاتل : ۷۲ . وفي رجال الكشّي : ۱۱۲ / ۱۷۹ : وطعنه ابن بشير الأسدي .
[۷] هو عبد اللّه بن حنظل الطائي ، فانتزع المِغول من يده فخضخض به جوفه ، واكّبّ عليه شخص آخر يدعى بظبيان بن عُمارة فقطع أنفه ... انظر الأخبار الطوال : ۲۱۷ ولكن فيه «الاخطل» «بدل حنظل» . وفي الإرشاد : ۲ / ۱۲ «عبد اللّه بن خطلٍ» . وانظر المقاتل : ۷۲ ، وابن أبي الحديد في الشرح : ۴ / ۱۵ ، ومستدرك الحاكم : ۳ / ۱۷۴ ، وابن الأثير : ۳ / ۱۷۵ ، وابن خلدون : ۲ / ۱۸۶ ، و الإصابة ترجمة الحسن بن عليّ ، وابن الوردي : ۱ / ۱۶۶ .