وبعض هذه الخطبة قد أوردها أحمد بن حنبل في مسنده [۱] عن هبيرة [بن مريم ]وكان ذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة. وقيل : الأحد ليلة الثالث والعشرين منه على ما جاء في اختلاف الروايات المتقدّمة في مقتل عليّ عليه السلام ، فرتّب العُمّال ، وأمَّرَ الاُمراءَ ، وجنّد الجنود ، وفرّق العطيّات [۲] . ولمّا بلغ معاوية وفاة [۳] عليّ وبيعة الحسن عليه السلام دسّ [۴] رجلاً من حِمْيرَ إلى الكوفة
[۱] مسند ابن حنبل : ۲ / ۶۶۹ ، وانظر المصادر السابقة .
[۲] ذكر ابن الأثير في البداية والنهاية : ۸ / ۴۱ أنه ... وأعطى الأوامر الحازمة إلى الاُمراء وزاد في عطاء الجيش مائة مائة ، وكان الإمام عليّ قد فعل ذلك يوم الجمل ... ومثل ذلك في أعيان الشيعة : ۴ / ق ۱ : ۱۵ . وهذا النّص يكشف لنا عن موقف الإمام الجاد من الحرب ومجابهة معاوية بالقوة ، وإلاّ فما معنى زيادة المقاتلة في العطاء؟ وما هو إلاّ لدفع النفوس وترغيبها التأهب للقتال . وانظر المقاتل للاصفهاني : ۶۴ بزيادة : ... والحسن فعله ـ أي العطاء ـ على حال الاستخلاف ، فتبعه الخلفاء من بعد ذلك ... .