وعن أبي خالد [۱] قال : كنت بالعسكر [۲] فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوسا اُتي به من الشام مكبولاً [۳] بالحديد وقالوا إنّه تنبّأ ، فأتيت باب السجن ودفعت شيئا للبوّابين [۴] حتّى دخلت عليه ، فإذا برجلٍ ذا فَهْم وعقل وأدب فقلت : يا هذا ما قصّتك؟ قال : إنّي كنت رجلاً بالشام أعبد اللّه تعالى في الموضع الّذي يقال إنّه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام ، فبينما أنا ذات ليلة [۵] في موضعي مقبل على المحراب أذكر اللّه إذ رأيت شخصا بين يديَّ فنظرت إليه فقال : قُمْ ، فقمت معه فمشى [بي ]قليلاً فإذا أنا في مسجد الكوفة ، فقال لي : أتعرف هذا المسجد؟ قلت : نعم هذا مسجد الكوفة ، قال : فَصلّى فصلّيت معه ، ثمّ انصرف فانصرفت [۶] معه فمشى قليلاً فإذا [نحن بمسجد الرسول صلى الله عليه و آلهفسلّم على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وصلّى وصلّيت معه ، ثمّ خرج وخرجت معه فمشى قليلاً وإذا ]نحن بمكة المشرّفة فطاف بالبيت فطفت معه ، ثمّ خرج فخرجت معه فمشى قليلاً فإذا أنا بموضعي الّذي كنت فيه بالشام ، ثمّ غاب عنّي فبقيت متعجّبا ممّا رأيت . فلمّا كان في العام المقبل وإذا بذلك الشخص قد أقبل عليَّ فاستبشرت به فدعاني فأجبته ففعل بي كما فعل فيَّ العام [۷] الماضي ، فلمّا أراد مفارقتي قلت له : سألتك بحقّ الّذي أقدرك على ما رأيت منك إلاّ ما أخبرتني مَن أنت؟ فقال : أنا
[۱] هو عليّ بن خالد كان من الزيدية فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك ، وحسن اعتقاده كما ورد في الإرشاد للمفيد : ۲ / ۲۹۱ ، وتنقيح المقال للمامقاني : ۲ / ۲۸۷ ، ومعجم رجال الحديث للسيّد الخوئي : ۱۲ / ۹ ، والخرائج : ۳۸۲ .