responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الائمة نویسنده : المالكي المكي، علي بن محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 809

فصل : في ذكر مصرعه ومدّة عمره وإمامته عليه السلام

قال الشيخ كمال الدين بن طلحة : مصرع الحسين عليه السلام يسكب المدامع من الأجفان ، ويجلب الفجائع ويثير الأحزان ، ويلهب النيران الموجدة في أكباد ذوي الإيمان ، كيف لا وهم رجال الذرّية النبوية بنجيعها مخضوبة ، وأبدانها على التراب مسلوبة ، ومخدّرات حرائرها سبايا منهوبة [۱] . وذلك أنّ الحسين عليه السلام سار حتّى صار على مرحلتين من الكوفة فوافاه إنسان يقال له الحرّ بن يزيد الرياحي [۲] ومعه ألف فارس [۳] ۰ من أصحاب [عبيداللّه ]ابن زياد


[۱] انظر مطالب السؤول في مناقب آل الرسول النسخة المخطوطة في مكتبة آية اللّه المرعشي قم : ورق ۱۰۴ ، ومخطوطة اُخرى : سبق وأن أشرنا إليها : وزبدة المقال في فضائل الآل (مخطوط) : ورق ۱۲۹ . مع أنّ العبارة وردت هكذا «وأشلاء» بدل «أبدانها» . وفي نسخة (ب) : وجثثها على الثرى ...

[۲] هو الحرّ بن يزيد بن ناجية بن قضب بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم التميمي اليربوعي اليامي ، وكان شريفا في قومه ، جاهليةً واسلاما ... انظر ترجمته في إبصار العين في أنصار الحسين : ۱۱۵ ط النجف ، جمهرة أنساب العرب لابن حزم : ۲۱۵ .

[۳] انظر مقتل الحسين لأبي مخنف : ۸۲ ، وفي مقتل الحسين للخوارزمي : ۱ / ۲۳۰ بلفظ : وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحرّ ... وانظر جمهرة أنساب العرب : ۲۱۵ ، مقتل الحسين للمقرّم : ۱۸۲ ، الكامل في التاريخ : ۲ / ۵۵۱ ، و : ۴ / ۵۱ ط آخر ، البداية والنهاية : ۸ / ۱۶۸ ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۳۷۵ ، عوالم العلوم : ۱۷ / ۲۲۵ ، أعيان الشيعة : ۱ / ۵۹۶ ، وقعة الطف : ۱۶۷ ، الارشاد للشيخ المفيد : ۲ / ۷۸ و ص ۲۰۵ ـ ۲۰۶ ط قديم . وانظر الإمامة والسياسة : ۲/۱۱ ولكن بدون ذكر الحرّ بن يزيد بل بلفظ «فلقيه الجيش على خيولهم بوادي السباع ، فلقوهم وليس معهم ماء . ..» والظاهر أنّ ابن قتيبة اختصر الأمر ولم يذكر الجيش الّذي أرسله عبيداللّه بن زياد بزعامة الحرّ بن يزيد بل ذكر عمرو بن سعيد وهو خطأثانِ أيضا ، بل الصحيح عمر بن سعد بن أبي وقاص كما نصّت عليه المصادر التاريخيه كالطبري والأخبار الطوال والفتوح وغيرهم وقد تكلّمنا في ذلك آنفا ، وقد ولاّه الري وثغر دستي والديلم وكتب له عهدا عليها ، ثمّ حدث أمر الحسين عليه السلام فأمره ابن زياد أن يسير لمقاتلته فتلكّأ عمر وكره محاربة الحسين عليه السلام فهدّده ابن زياد بردّ عهد {*} ولايته وتغريمه ونهب أمواله وأملاكه،فرضخ لأمره وسار بعسكره أربعة آلاف فارس لمحاربة الحسين عليه السلام . وانظر أيضا تاريخ الطبري : ۴ / ۳۰۲ ، و : ۶ / ۲۲۷ بلفظ : وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحُرِّ ... ابن الأثير في العامل: ۴/۹ـ۱۲ ، الأخبار الطوال للدينوري : ۲۴۸ـ۲۵۳، أنساب الأشراف : ۱۶۹ـ۱۷۶، إعلام الورى لأمين الاسلام الطبرسي : ۲۲۹ ـ ۲۳۱ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ۳ / ۶۲ ط اُسوة ولكن بلفظ «فاعترضهم الحرّ بن يزيد الرياحي» ولم يذكر عدد الجيش الّذي مع الحرّ بن يزيد بل قال : وهو قادم من القادسية رسولاً إليه من الحصين بن نمير ، وكان الحصين في أربعة آلاف فارس ... وانظر الفتوح لابن أعثم : ۳ / ۸۵ و ۹۵ بلفظ : حتّى نزل حذاء الحسين في ألف فارس ... وانظر منتهى الآمال : ۱/۶۰۷ . وقد اَجمعت المصادر السابقة على أنّ الحرّ وأصحابه وخيله وقفوا مقابل الحسين عليه السلام في حرّ الظهيرة والحسين وأصحابه معتمّون متقلّدوا سيافهم ، فقال الحسين عليه السلام لفتيانه : اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشّفوا الخيل ترشيفا ، فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا وقام فتية وسقوا القوم من الماء حتّى أرووهم واقبلوا يملأون القصاع والاتوار [جمع تور وهو إناء من صفر أو حجارة] والطساس من الماء ثمّ يدنونها من الفرس فإذا عب فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه وسقوا آخر حتّى سقوا الخيل كلها . .. وان شئت انظر قصة عليّ بن الطعان المحاربي الّذي كان مع الحرّ بن يزيد وهو آخر من جاء من صحابة الحرّ ، وكيف أناخ الحسين عليه السلام راحلته بعد أن لم يعرف كلمة أنخ الراوية ، وكيف قال عليه السلام له : اخنث السقاء أي اعطفه... ثمّ قام الحسين عليه السلام بنفسه فخنثه له وشرب وسقى فرسه... ثمّ قارن بين موقفه عليه السلام هذا وموقفهم يوم منعوا عنه وعن آل الرسول صلى الله عليه و آله ماء الفرات يوم عاشوراء . انظر مقتل الحسين لأبي مخنف: ۸۲ ومقتل الحسين للخوارزمي : ۱ / ۲۳۰ ، والإرشاد للشيخ المفيد : ۲۲۳ ط قديم، و : ۲ / ۷۸ ، الإمامة والسياسة : ۲ / ۱۱ ، الأخبار الطوال : ۲۴۷ ، تاريخ الطبري : ۴ / ۳۰۲ ، و : ۶ / ۲۲۶ ط آخر ، معالم المدرستين : ۳ / ۸۶ ، مقتل الحسين للمقرّم : ۱۸۲ ، الكامل في التاريخ : ۲ / ۵۵۱ ، البداية والنهاية : ۸ / ۱۸۶ ، بحار الأنوار : ۴۴ / ۳۷۵ ، عوالم العلوم : ۱۷ / ۲۲۵ ، أعيان الشيعة : ۱ / ۵۹۶ ، وقعة الطف : ۱۶۷ ، منتهى الآمال : ۱ / ۶۰۷ ـ ۶۰۸ ، الفتوح لابن أعثم : ۳ ص ۸۵ ـ ۹۵ . انظر أيّها القارئ الكريم إلى لطف وحنان أبيّ الضيم على هؤلاء الجمع في تلك الصحراء المقفرة الّتي تعزّ فيها الجرعة الواحدة من الماء وهو عالم بحراجة الموقف ونفاد الماء وأنّ غدا دونه تسيل الدماء وتسقط دونه الرؤوس وتزهق الارواح ، ولكن خلق النبوة والإمامة لم يتركا له إلاّ أن يجود بالفضل كما جاد جدّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله حين قال لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء . .. وأبوه عليّ عليه السلام يوم منعه معاوية بن أبي سفيان حين استولى على الماء يوم صفين. ولسنا بصدد بيان ومقارنة هذين الموقفين بل المواقف ، ورحم اللّه الشعراء من دعبل الخزاعي وغيره إلى العلاّمة الشيخ أحمد النحوي وللسيّد الحجة محمّد الكشميري هذان البيتان : {۰ سقيت عِداك الماء منك تحنُّنا بأرض فلاة حيثُ لايوجد الماء ۰} {۰ فكيف إذا تلقى محبّيك في غدٍ عطاشى من الأجداث في دهشة جاؤوا ۰} (انظر شعراء الحلّة : ۱ / ۷۰) ورحم اللّه الفاضل المبدع والخطيب المصقع العلاّمة السيّد محمّد جواد شبّر حين قال : {۰ ورُبَّ رضيع أرضعته قسيهم من النبل ثديا درُّه الثر فاطمه ۰} ورحم اللّه آية اللّه الحجة الشيخ محمّد حسين الاصفهاني حين قال في ارجوزته : {۰ لهفي على أبيه إذ رآه غارت لشدّة الظما عيناه ۰} {۰ ولم يجد شربة ماء للصبي فساقه التقدير نحو الطلب ۰} {۰ جفَّ الرضاع حين عزَّ الماء أصبحت لاماء ولا كلاء ۰} ورحم اللّه الحجة الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء حين قال : {۰ فلو أنَّ أحمد قد رآك على الثرى لفرشنَ منه لجسمك الأحشاء ۰} {۰ أو بالطفوف رأت ظماك سقتك من ماء المدامع اُمُّك الزهراء ۰} {۰ ياليت لاعذب الفرات لوارد وقلوب أبناء النبيِّ ظماء

نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الائمة نویسنده : المالكي المكي، علي بن محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 809
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست