responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث نویسنده : المير داماد الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 24


أُولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعَتْنا يا جرير ! المجامعُ [1] وإنّ كتاب الكافي لشيخ الدين ، وأمين الإسلام ، نبيه الفرقة ، ووجيه الطائفة ، رئيس المحدّثين ، حجّة الفقه والعلم والحقّ واليقين ، أبي جعفر محمّد بن يعقوبَ بنِ إسحاقَ الكليني - رفع الله درجته في الصدّيقين ، وألحقه بنبيّه وأئمّته الطاهرين - قد حوى من ذلك طَسْقاً [2] وافياً ، وقسطاً كافياً ، ولم يكن يتهيّأُ لأحد من الفقهاء والعلماء والعقلاء والحكماء من عصر تصنيفه إلى زمننا هذا - والمدّةُ سبعمائة سنة - أن يتعاطى حلَّ غوامضه ، وشرْح مغامضه ، ويتفرّغَ لتفسير مبهماته ، وتحرير مهيِّماته مع ما تُرى الأفئدةُ في الأدوار والأعصار هاويةً إليه ، والأكبادُ في الأقطار والأمصار هائمةً عليه ؛ إذ كان دخول ذلك في مُنّة [3] الميسرة ، وقوّة المقدُرة محوجاً إلى أن يكون المرء في جوهر نفسه بحسب فطرته الأُولى المفطورةِ مطبوعاً على قريحة سماويّة ، وفطرة ملكوتيّة ، وغريزة عقلانيّة ، وجبلّة قُدْسانيّة .
ثمّ إذا هو في فطرته الثانية - المكسوبة من كلّ علم من العلوم العقليّة والنقليّة والحِكميّة والشرعيّة الأصليّة والفرعيّة على النصاب الأتمّ ، والنصيب الأوفر - ذا تدبّر وَمِيض ، وتتبّع عريض ، غزيرَ المراجعات ، كثيرَ المباحثات ، قد راجع وروجع ، وناظر ونوظر دهراً صالحاً ، وأمداً طويلاً ، مجتهداً في إبلاغ قوّتَيْهِ العاقلةِ والعاملة ميقاتَهما من الكمال ، وإسباغِ شطريه النظري والعملي في كفّتي ميزان الاستكمال ، ومع تِيكَ وتِيكَ وذا وذا ، ذا خلوات وخَلَسات [4] في مجاهَدات قلبيّة ، ومراصَدات



[1] ديوان الفرزدق : 306 .
[2] في حاشية " أ " : " الطسق : الوظيفة من خراج الأرض " . كما في لسان العرب 10 : 225 ، ( ط . س . ق ) .
[3] في حاشية " أ " : " المُنَّة : القوّة " . كما في لسان العرب 13 : 415 ، ( م . ن . ن ) .
[4] في حواشي النسخ : " الخَلَسات - بالتحريك - جمع الخَلْسة - بالفتح - وهي المرّة الواحدة من مرّات الاختلاس . وفي عرف العرفاء والمحقّقين : هي مرتبة من مراتب النفس في أضعاف مقامات العارفين ، بحسب درجاتها في رفض الحواسّ ، وخلع الجلباب الجسداني . وأمّا الخُلسة - بالضمّ - فاسم ما يُختلس ويُختطف ، ومنه قولهم : الخُلسة فرصة ، ومن هناك سمّينا كتابنا خُلسة الملكوت ، فأمّا قولنا في ديباجة " الصراط المستقيم " : في خَلَسات فهي أيضاً بالتحريك جمع الخَلْسة - بالفتح - على المعنى الاصطلاحي كما هاهنا . وجمع الخُلسة - بالضمّ - الخُلُسات بضمّتين كشُبُهات في شبهة . ( منه مدّ ظلّه العالي ) " .

نام کتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث نویسنده : المير داماد الأسترآبادي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست