لا يختلف العصابة في تهمته و
ضعفه، و من كان هذا سبيله لم يعتمد عليه في الدين،[1]
و ما حكي عنه من أنّ محمّد بن سنان طعن عليه، و هو متّهم بالغلوّ.[2]
أقول:
إنّه يعارض ذلك الكلام بكلام الشيخ في الإرشاد،[3]
و لم يعلم السبق و اللحوق.
إلّا
أن يقال: إنّ هذين كلامان، و ما ذكره في الإرشاد كلام واحد، و المتعدّد يقدّم على
الواحد.
و
ربّما قال بعض الأعلام: إنّ ما ذكره المفيد هنا من باب الرواية، و ما ذكره في
الإرشاد من باب الدراية، و الدراية مقدّمة على الرواية.[4]
أقول:
إنّ تقديم الدراية على الرواية قضيّة مسلّمة.
منها:
ما ذكره عليّ بن عيسى الرمّاني جوابا عن سؤال رجل بصري عن يوم الغدير و الغار؛ حيث
قال: «أمّا خبر الغار فدراية، و أمّا خبر الغدير فرواية، و الرواية لا توجب ما
يوجبه الدراية».[5]
و
كذا ما ذكره شيخنا المفيد في أزمنة تحصيله في مجلس عليّ بن عيسى المشار إليه بعد
انصراف الرجل البصري مخاطبا للرمّاني بقوله: «ما تقول فيمن قاتل الإمام العادل؟».
قال:
«كافر» ثمّ استدرك و قال: «فاسق».
ثمّ
قال المفيد: «ما تقول في أمير المؤمنين عليه السّلام؟».
قال
الرمّاني: «إمام».
[1] . الرسالة العددية( ضمن مصنفات الشيخ المفيد) 9:
20.
[2] . الرسالة العددية( ضمن مصنفات الشيخ المفيد) 9:
20.