64.أبو الدَّيلَمِ : قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ لِرَجُلٍ مِن أهلِ الشّامِ : أما قَرَأتَ فِي الأَحزابِ: «إنَّما يُريدُ اللّه ُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا» ؟ قالَ : ولَأَنتُم هُم ؟ قالَ : نَعَم [1] .
65.أبو نُعيمٍ عَن جَماعةٍ خَرَجوا في صُحبَةِ اُسارى قالوا : فَلَمّا دَخَلنا دِمَشقَ اُدخِلَ بِالنِّساءِ والسَّبايا بِالنَّهارِ مُكَشَّفاتِ الوُجوهِ ، فَقالَ أهلُ الشّامِ الجُفاةُ : ما رَأينا سَبايا أحسَنَ مِن هؤُلاءِ ، فَمَن أنتُم ؟ فَقالَت سُكَينَةُ ابنَةُ الحُسَينِ : نَحنُ سَبايا آلِ مُحَمَّدٍ . فَاُقيموا عَلى دَرَجِ المَسجِدِ حَيثُ يُقامُ السَّبايا ، وفيهِم عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ يَومَئِذٍ فَتًى شابٌّ ، فَأَتاهُم شَيخٌ مِن أشياخِ أهلِ الشّامِ ، فَقالَ لَهُم : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي قَتَلَكُم وأهلَكَكُم وقَطَعَ قَرنَ الفِتنَةِ . فَلَم يَألُ عَن شَتمِهِم . فَلَمَّا انقَضى كلامُهُ قالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أما قَرَأتَ كِتابَ اللّه ِ عَزَّوجَلَّ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أما قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : «قُل لا أسأَلُكُم عَلَيهِ أجرًا إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربى [2] » ؟ قالَ : بَلى . قالَ : فَنَحنُ اُولئِكَ . ثُمَّ قالَ : أما قَرَأتَ «وآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ [3] » ؟ قالَ : بَلى ، قالَ : فَنَحنُ هُم . قالَ : فَهَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ ، «إنَّما يُريدُ اللّه ُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرًا» ؟ قال : بَلى ، قالَ : فَنَحنُ هُم . فَرَفَعَ الشّامِيُّ يَدَهُ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أتوبُ إلَيكَ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِن عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ ، ومِن قَتَلَةِ أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ ، لَقَد قَرَأتُ القُرآنَ فَما شَعَرتُ بِهذا قَبلَ اليَوم [4] .
66.أبُوالجارودِ عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام ـ في قَولِهِ : «إنَّما يُريدُ اللّه ُ لِيُذهِـ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ في رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وفاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسَينِ عليهم السلام ، وذلِكَ في بَيتِ اُمِّ سَلَمَةَ زَوجَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَدَعا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَلِيًّا وفاطِمَةَ والحَسَنَ والحُسَينَ عليهم السلام ، ثُمَّ ألبَسَهُم كِساءً خَيبَرِيًّا ، ودَخَلَ مَعَهُم فيهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتِيَ الَّذينَ وَعَدتَني فيهم ما وَعَدتَني ، اللّهُمَّ أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرًا . نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ ، فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : وأنَا مَعَهُم يا رَسولَ اللّه ِ ؟ قالَ : أبشِري يااُمَّ سَلَمَةَ ، إنَّكِ إلى خَيرٍ . وقالَ أبُو الجارودِ : قالَ زَيدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهم السلام : إنَّ جُهّالاً مِنَ النّاسِ يَزعُمونَ أنَّما أرادَ بِهذِهِ الآيَةِ أزواجَ النَّبِيِّ ، وقَد كَذَبوا وأثِموا ، لو عَنى بِها أزواجَ النَّبِيِّ لَقالَ : لِيُذهِبَ عَنكُنَّ الرِّجسَ ويُطَهِّرَكُنَّ تَطهيرًا ، ولَكانَ الكَلامُ مُؤَنَّثًا كَما قالَ : «واذكُرنَ ما يُتلَى في بُيوتِكُنَّ [5] » و «لاَ تَبَرَّجنَ [6] » و «لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ [7] » [8] .