الفصل الثّاني: صِفَةُ شيعَتِهِم
537.الإمام عليّ عليه السلام : شيعَتُنَا المُتَباذِلونَ في وَلايَتِنا ، المُتَحابّونَ في مَوَدَّتِنا ، المُتَزاوِرونَ في إحياءِ أمرِنا ، الَّذينَ إن غَضِبوا لَم يَظلِموا ، وإن رَضوا لَم يُسرِفوا ، بَرَكَةٌ عَلى مَن جاوَروا ، سِلمٌ لِمَن خالَطوا [1] .
538.عنه عليه السلام : شيعَتُنا هُمُ العارِفونَ بِاللّه ِ ، العامِلونَ بِأَمرِ اللّه ِ ، أهلُ الفَضائِلِ ، والنّاطِقونَ بِالصَّوابِ ، مَأكولُهُمُ القوتُ ، ومَلبَسُهُمُ الاِقتِصادُ ، ومَشيُهُمُ التَّواضُعُ ... تَحسَبُهُم مَرضى وقَد خولِطوا وما هُم بِذلِكَ ، بَل خامَرَهُم مِن عَظَمَةِ رَبِّهِم وشِدَّةِ سُلطانِهِ ما طاشَت لَهُ قُلوبُهُم وذَهَلَت مِنهُ عُقولُهُم ، فَإِذَا استَقاموا مِن ذلِكَ بادَروا إلَى اللّه ِ بِالأَعمالِ الزَّكِيَّةِ ، لا يَرضَونَ لَهُ بِالقَليلِ ، ولا يَستَكثِرونَ الجَزيلَ [2] .
539.نَوفُ بنُ عَبدِاللّه ِ البِكاليُّ : قال لي عَلِيٌّ عليه السلام : يا نَوفُ ، خُلِقنا مِن طينَةٍ طَيِّبَةٍ ، وخُلِقَ شيعَتُنا مِن طينَتِنا ، فَإِذا كانَ يَومُ القِيامَةِ اُلحِقوا بِنا . فَقُلتُ : صِف لي شيعَتَكَ يا أميرَالمُؤمِنينَ . فَبَكى لِذِكري شيعَتَهُ ، ثُمَّ قالَ : يا نَوفُ ، شيعَتي واللّه ِ الحُلَماءُ العُلَماءُ بِاللّه ِ ودينِهِ ، العامِلونَ بِطاعَتِهِ وأمرِهِ ، المُهتَدونَ بِحُبِّهِ ، أنضاءُ عِبادَةٍ ، أحلاسُ زَهادَةٍ ، صُفرُ الوُجوهِ مِنَ التَّهَجُّدِ ، عُمشُ العُيونِ مِنَ البُكاءِ ، ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الذِّكرِ ، خُمصُ البُطونِ مِنَ الطَّوى ، تُعرَفُ الرَّبّانِيَّةُ في وُجوهِهِم ، والرَّهبانِيَّةُ في سَمتِهِم . مَصابيحُ كُلِّ ظُلمَةٍ ، ورَيحانُ كُلِّ قَبيحٍ ، لا يَثنونَ مِنَ المُسلِمينَ سَلَفًا ، ولا يَقفونَ لَهُم خَلَفًا . شُرورُهُم مَكنونَةٌ ، وقُلوبُهُم مَحزونَةٌ ، وأنفُسُهُم عَفيفَةٌ ، وحَوائِجُهُم خَفيفَةٌ ، أنفُسُهُم مِنهُم في عَناءٍ ، والنّاسُ مِنهُم في راحَةٍ ، فَهُمُ الكاسَةُ الأَلِبّاءُ، والخالِصَةُ النُّجَباءُ ، وهُمُ الرَّوّاغونَ فِرارًا بِدينِهِم . إن شَهِدوا لَم يُعرَفوا ، وإن غابوا لَم يُفتَقَدوا ، اُولئِكَ شيعَتِيَ الأَطيَبونَ ، وإخوانِيَ الأَكرَمونَ ، ألا هاهِ شَوقًا إلَيهِم ! [3]