responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية علی اصول الكافي (النائيني) نویسنده : رفيع الدين محمد بن حيدر نائيني    جلد : 1  صفحه : 535

.وقليلُ الحقّ يَكفي عن كثيرِ الباطل ، أنتَ والأحولُ قَفّازانِ حاذِقانِ» . قالَ يونسُ : فظننتُ واللّه أنّه يقولُ لهشامٍ قريبا ممّا قالَ لهما ، ثمَّ قال : «يا هشام ، لا تكادُ تَقَعُ تَلْوِي رِجْليك ، إذا هَمَمْتَ بالأرضِ طِرْتَ، مُثْلُك فَلْيُكَلِّمِ الناسَ ، فَاتَّقِ الزلَّةَ ، والشفاعةُ من ورائها إن شاء اللّه » .

وفي بعض النسخ «أقرب ما تكون» بلفظ الخطاب، أي أقرب حالك التي تكون عليها من الخبر أبعد حالك عنها. وحاصله: أنّه إذا أردت القرب من الخبر والموافقة له تقع في المخالفة والبُعد عنه، وهذا كثاني الاحتمالين السابقين. ويمكن حمل هذه النسخة أيضا على مثل ما ذكرناه أوّلاً. وقوله: (أنت والأحول فقاران [1] حاذقان). يقال: افتقر عن معانٍ غامضة، أي فتح عن معانٍ غامضة واستخرجها، من فقرتُ البئر: إذا حفرتَها لاستخراج مائها. و«الفقّار»: فعّال من فقر. وحاصل المعنى فتّاحان عن المعاني المغلقة، مستخرجان للغوامض، حاذقان في الاستخراج. وقوله: (ياهشام لا تكاد تقع تلوي رجليك) أي لا تكاد تسقط حالَ كونك تثني رجليك (إذا هممتَ بالأرض) وقصدتها نزولاً [ (طِرْتَ)] نزلت بالطَيَران، لا بالسقوط بالعجز عن الطيران. ولا يخفى ما فيه من الدلالة على كمال قوّته واقتداره في التكلّم الذي كنى بالطيران عنه تشبيها له في حاله بالطائر الكامل في قوّته على الطيران؛ حيث ادّعى له ما يندر تحقّقه في الطير. (مثلك) أي مَن يكون بهذه المرتبة من القوّة في الكلام فعليه أن يكلّم الناس وهو به حقيق (فاتّق الزلّة) إذا كلّمتهم. والزلّة تكون بالكلام عند تحقّق موجب السكوت ـ كخوف الضرر بالنسبة إلى الحجّة، أو مَن تبعه من الفرقة، أو على نفسه ـ وبالمساهلة المنجرّة إلى الخَلَل في البيان، اعتمادا على قوّة الغلبة على الخصم وإن لم يكن البيان صحيحا، وبالعُجب باقتداره على ما يعجز عنه الأشباهُ والأقران،


[1] في «ل» والكافي المطبوع: «قفّازان».

نام کتاب : الحاشية علی اصول الكافي (النائيني) نویسنده : رفيع الدين محمد بن حيدر نائيني    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست