نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي جلد : 2 صفحه : 382
. قال الرَّضيّ رحمه الله : وهذا القول من لطيف الكلام وفصيحه ، ومعناه : أنّا إن لم نعط حقّنا كنا أذلاّء ، وذلك أن الرديف يركب عجُزَ البعير ، كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما .
الشّرْحُ:
هذا الفصلُ قد ذكره أبو عبيد الهرويّ في ( الجمع بين الغريبين ) ، وصورته : «إنّ لنا حقّا إن نعطَه نأخُذْه ، وإنْ نُمنَعه نركب أعجاز الإبل ، وإن طال السُّرَى» . قال : قد فسّروه على وجهين : أحدُهما أنّ راكبَ عَجزِ البعير يلحقه مشقة وضرر ، فأراد : أنا إذا مُنِعْنا حَقَّنا صَبرنا على المَشقّة والمَضرّة ، كما يَصبر راكب عجُز البعير ؛ وهذا التفسير قريبٌ مما فسّره الرضيّ . والوجه الثاني : أنّ راكب عجزِ البعير إنما يكون إذا كان غيرُه قد رَكِب على ظَهْر البعير ، وراكبُ ظهر البعير متقدّم على راكب عَجزِ البعير ، فأراد أنّا إذا مُنِعْنا حَقَّنا تأخَّرْنا وتقدَّمَ غيرُنا علينا ، فكُنّا كالراكب رَديفا لِغَيره ، وأكّد المعنى على كلا التفسيرين بقوله : «وإنْ طالَ السُّرَى» ؛ لأنّه إذا طال السرى كانت المَشَقّة على راكب عجز البعير أعظم ، وكان الصبر على تأخّر راكب عجُزِ البعير عن الراكب على ظهره أشدّ وأصعب . وهذا الكلام تزعم الإماميّة أنه قاله يومَ السَّقيفة أو في تلك الأيام ، ويذهَب أصحابُنا إلى أنّه قاله يوم الشورى بعد وفاة عمر واجتماعِ الجماعةِ لاختيار واحد من الستّة ، وأكثر أرباب السِّير ينقُلونه على هذا الوجه [1] .
[1] صرّح الطبري في تاريخه 3:300 حوادث سنة 24 ، وغيره ، أنه قاله عليه السلام يوم الشورى . وليس مهما زمانه ، بل المهم أنه لا يُثبت حقّا ولا إمضاءً ليوم السقيفة . فقد رويت عنه أقوالٌ أشد قرعا من ذلك . والمراد : أنّ الخلافة حقّ لنا بالنصّ دون جميع الصحابة ، إن أُعطينا ذلك الحق فذاك ، وإن منعناه صبرنا ولا نطلبه بالعسف ما سلمت أُمور المسلمين .
نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي جلد : 2 صفحه : 382