responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 2  صفحه : 372

قوله عليه السلام : «الاحتمال قبر العيوب» [1] ، أي إذا احتملت صاحبك وحلمت عنه ، سترَ هذا الخلق الحسَن منك عيوبك ، كما يستر القبرُ الميّت ، وهذا مثل قولهم في الجود : كلّ عيبٍ فالكرمُ يغطّيه . فأما الخَبْ ء فمصدر خبأته أخبؤه ، والمعنى في الروايتين واحد . ومن كلامه عليه السلام : وجدت الاحتمال أنصرَ لي من الرجال . ومن كلامه : مَنْ سالم النّاس سلم منهم ، ومن حارب الناس حاربوه ؛ فإنّ العثرة للكاثر .

7

الأصْلُ:

.مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ ، والصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ ، وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ .

الشّرْحُ:

قوله عليه السلام : «من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه» [2] . قال الشاعر : أرى كلَّ إنسانٍ يَرَى عيبَ غيره ويعمَى عن العيب الذي هو فيهِ وما خيرُ مَنْ تخفَى عليه عيوبُه ويبدو له العيبُ الّذي بأخيهِ قوله عليه السلام : «الصدقة دواء منجح» ، قد جاء في الصّدقة فضل كثير . وفي الحديث المرفوع : «تاجروا اللّه بالصدقة تربحوا» . وقيل : الصدقة صَدَاق الجنّة . ومثل قوله عليه السلام « الصدقة دواء


[1] أي ، لا يفشي سرّه ، فإنّ السرّ بالكتمان أولى ، وكتمان الأسرار خُلُق محمود من الفضائل ، وهو من باب الأمانة . المعارج للبيهقي : ص791 .

[2] البشاشة : طلاقة الوجه ، أو حسن المعاشرة . ولا يضيق نطاقُ البشاشةِ عن الأصدقاء ، ويضيق نطاق المال والجاه عنهم .

[3] لا يفتح الصندوق فيطّلع الغيرُ على ما فيه . الحبالة : شبكة الصيد ، والبشاش يصيد مودات القلوب . الاحتمال : تحمّل الأذى ومن تحمّل الأذى خفيت عيوبه .

[4] من رضي عن نفسه رفع نفسه فوق قدرها ، ومن رفع نفسه فوقَ قدرها ردّها الناس إلى قدرها ، فكثُر الساخط عليه . ومن رضي عن نفسه لم يجتهد في طلب كمالِه ، وبقي في مهاوي النقصان وتصوّر نقصانه كمالاً ، والعقلاء يتصوّرون نقصانه نقصاناً فلذلك كثر الساخطُ عليه . المعارج للبيهقي : ص792 .

نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 2  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست