responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 1  صفحه : 699

والعرب تكنِي عن البرص بالسّوء ، ومن أمثالهم : ما أُنكرُك من سوء ، أي ليس إنكاري لك عن بَرَص حَدَث بك فغيّر صورتك . وأراد بعروقه أعضاءه ، ويجوز أن يريد : ولا مطعونا في نسبي ، والتفسير الأوّل أظهر . « ولا مأخوذا بأسوأ عملي » ، أي ولا معاقباً بأفحش ذنوبي . ولا مقطوعا دابري ، أي عقبي ونسلِي ، والدابر في الأصل : التابع ؛ لأ نّه يأتي دبُراً ، ويقال للهالك : قد قطع اللّه دابره ، كأنّه يراد أنه عفا أثره ، ومحا اسمه ، قال سبحانه : « أنَّ دَابِرَ هؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ » [1] . ولا مستوحشا ، أي ولا شاكّا في الإيمان ؛ لأنّ مَنْ شكّ في عقيدةٍ استوحش منها . ولا ملتبسا عقلي ، أي ولا مختلطا عقلي ، لَبَسْتُ عليهم الأمر بالفتح ، أي خلطته . وعذاب الأُمم من قبلُ ، المسخُ والزّلزلة والظلمة ونحو ذلك . قوله : « لك الحجة عليّ ، ولا حجّة لي » ؛ لأنّ اللّه سبحانه قد كلّفه بعد تمكينه وإقداره وإعلامه قبحَ القبيح ووجوب الواجب وترديد دواعيه إلى الفعل وتركه ، وهذه حجّة اللّه تعالى على عبـاده ، ولا حجّة للعباد عليه ؛ لأ نّه ما كلّفهم إلاّ بما يطيقونـه ، ولا كان لهم لطـف في أمرٍ إلاّ وفَعَله . قولـه : « لا أستطيع أن آخـذ إلاّ ما أعطيتني ، ولا أتّقيَ إلاّ مـا وقَيْتَني » ، أي لا أستطيع أن أرزق نفسي أمراً ، ولكنك الرزاق ، ولا أدفع عن نفسي محذورا من المرض والموت إلاّ ما دفعته أنتَ عنِّي . قوله عليه السلام : « أنْ أفتقِر في غناك » ، موضع الجار والمجرور نصب على الحال ، و « في » متعلّقة بمحذوف ، والمعنى أن افتقِر وأنت الموصوف بالغنى الفائض على الخلق ، وكذلك قوله : « أو أَضِلّ في هداك » ، معناه : أو أضلّ وأنت ذو الهداية العامّة للبشَر كافّة ، وكذلك : « أو أُضام في سلطانك » ، كما يقول المستغيث إلى السلطان : كيف أُظلم في عدلك ؟! وكذلك قوله : « أو أُضطهد والأمرُ لك » ، أي وأنت الحاكم صاحبُ الأمر ، والطاء في « أُضطهد » هي تاء الافتعال ، وأصل الفعل ضهدت فلاناً ، فهو مضهود ، أي قهرته ، وفلان ضُهَدة لكلّ أحد ، أي كلّ مَنْ شاء أن يقهره فعل . قوله : « اللهمّ اجعلْ نفسي » ، هذه الدعوة مثل دَعْوة رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وهي قوله : « اللهمّ مَتِّعْنا بأسماعنا وأبصارنا ، واجعله الوارث منّا » ، أي لا تجعل موتنا متأخِّرا عن ذهاب حواسّنا ، وكان عليّ بن الحسين عليه السلام يقول في دعائه : « اللهمّ احفَظْ عليّ سمعي وبصري إلى


[1] سورة الحجر 66 .

نام کتاب : تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي نویسنده : الشریفي، عبدالهادي    جلد : 1  صفحه : 699
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست