547.
شرح نهج البلاغة: أرسَلَ إلَيهِ (يعني أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام) عَمرُو بنُ
العاصِ يَعيبُهُ بِأَشياءَ، مِنها أنَّهُ يُسَمّي حَسَنا و حُسَينا: وَلدَي رَسولِ
اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ (الإِمامُ عَلِيٌّ عليه السلام) لِرَسولِهِ:
قُل لِلشّانِئ ابنِ الشّانِىَء؛ لَو لَم يَكونا وَلَدَيهِ لَكانَ أبتَرَ[1]،
كَما زَعَمَهُ أبوكَ![2]
548.
الكشّاف عن ابن عبّاس: إنَّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ مَرِضا،
فَعادَهُما رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في ناسٍ مَعَهُ، فَقالوا: يا أبَا
الحَسَنِ، لَو نَذَرتَ عَلى وَلَدِكَ. فَنَذَرَ عَلِيٌّ و فاطِمَةُ و فِضَّةُ
جارِيَةٌ لَهُما إن بَرِئا مِمّا بِهِما أن يَصوموا ثَلاثَةَ أيّامٍ، فَشُفِيا و
ما مَعَهُم شَيءٌ، فَاستَقرَضَ عَلِيٌّ مِن شَمعونَ الخَيبَرِيِّ اليَهودِيِّ
ثَلاثَ أصواعٍ مِن شَعيرٍ، فَطَحَنَت فاطِمَةُ صاعا وَ اختَبَزَت خَمسَةَ أقراصٍ
عَلى عَدَدِهِم، فَوَضَعوها بَينَ أيديهِم لِيُفطِروا، فَوَقَفَ عَلَيهِم سائِلٌ،
فَقالَ: السَّلامُ عَلَيكُم أهلَ بَيتِ مُحَمَّدٍ، مِسكينٌ مِن مَساكينِ
المُسلِمينَ، أطعِموني أطعَمَكُمُ اللّهُ مِن مَوائِدِ الجَنَّةِ، فَآثَروهُ، و
باتوا لَم يَذوقوا إلَّا الماءَ، و أصبَحوا صِياما، فَلَمّا أمسَوا و وَضَعُوا
الطَّعامَ بَينَ أيديهِم وَقَفَ عَلَيهِم يَتيمٌ، فَآثَروهُ، و وَقَفَ عَلَيهِم
أسيرٌ فِي الثّالِثَةِ، فَفَعلوا مِثلَ ذلِكَ.
فَلَمّا
أصبَحوا أخَذَ عَلِيٌّ عليه السلام بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ و أقبَلوا إلى
رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله، فَلَمّا أبصَرَهُم و هُم يَرتَعِشونَ
كَالفَراخِ مِن شِدَّةِ الجوعِ، قالَ: ما أشَدَّ ما يَسوءُني ما أرى بِكُم! و قامَ
فَانطَلَقَ مَعَهُم فَرَأى فاطِمَةَ في مِحرابِها قَدِ التَصَقَ ظَهرَها بِبَطنِها
و غارَت عَيناها، فَساءَهُ ذلِكَ.
فَنَزَلَ
جَبرَئيلُ و قالَ: خُذها يا مُحَمَّدُ، هَنَّأَكَ اللّهُ في أهلِ بَيتِكَ،
فَأَقرَأَهُ السّورَةَ.[3]