411.
الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام: إنَّ إبليسَ كانَ يَأتِي
الأَنبِياءَ عليهم السلام مِن لَدُن آدَمَ عليه السلام إلى أن بَعَثَ اللّهُ
المَسيح عليه السلام يَتَحَدَّثُ عِندَهُم و يُسائِلُهُم، و لَم يَكُن بِأَحَدٍ
مِنهُم أشَدُّ انسا مِنهُ بِيَحيَى بنِ زَكَرِيّا، فَقالَ لَهُ يَحيى: يا أبا مُرَّةَ
إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً.
فَقالَ
لَهُ: أنتَ أعظَمُ قَدراً مِن أن أرُدَّكَ بِمَسأَلَةٍ فَسَلني ما شِئتَ، فَإِنّي
غَيرُ مُخالِفِكَ في أمرٍ تُريدُهُ.
فَقالَ
يَحيى: يا أبا مُرَّةَ احِبُّ أن تَعرِضَ عَلَيَّ مَصائِدَكَ و فُخوخَكَ الَّتي
تَصطادُ بِها بَني آدَمَ.
فَقالَ
لَهُ إبليسُ: حُبّا و كَرامَةً، و واعَدَهُ لِغَدٍ، فَلَمّا أصبَحَ يَحيى عليه
السلام قَعَدَ في بَيتِهِ يَنتَظِرُ المَوعِدَ و أجافَ عَلَيهِ البابَ إغلاقا فَما
شَعَرَ حَتّى ساواهُ من خَوخَةٍ كانَت في بَيتِهِ، فَإِذا وَجهُهُ صورَةُ وَجهِ
القِردِ، وَ جَسَدُهُ عَلى صورَةِ الخِنزيرِ، و إذا عَيناهُ مَشقوقَتانِ طولًا، و
فَمُهُ مَشقوقٌ طولًا و إذا أسنانُهُ و فَمُهُ عَظما واحِدا بِلا ذَقَنٍ و لا
لِحيَةٍ، و لَهُ أربَعَةُ أيدٍ: يَدانِ في صَدرِهِ و يَدانِ في مِنكَبِهِ، و إذا
عَراقيبُهُ قَوادِمُهُ، و أصابِعُهُ خَلفَهُ، وَ علَيهِ قَباءٌ و قَد شَدَّ
وَسَطَهُ بِمِنطَقَةٍ فيها خُيوطٌ مُعَلَّقَةٌ بَينَ أحمَرَ و أخضَرَ و أصفَرَ وَ
جميعِ الأَلوانِ، و إذا بِيَدِهِ جَرَسٌ عَظيمٌ، و عَلى رَأسِهِ بَيضَةٌ، و إذا
فِي البَيضَةِ حَديدَةٌ مُعَلَّقَةٌ شَبيهَةٌ بِالكُلّابِ.