الفَصلُ الثّالِثَ عَشَرَ: كلمات الإمام في وفاء أصحابه
13/ 1
وَفاءُ أصحابِهِ
297. مقاتل الطالبيّين عن عتبة بن سمعان الكلبّي: قامَ الحُسَينُ عليه السلام في أصحابِهِ خَطيبا فَقالَ: اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي لا أعلَمُ أصحابا خَيرا مِن أصحابي، و لا أهلَ بَيتٍ خَيرا مِن أهلِ بَيتي، فَجَزاكُمُ اللّهُ خَيرا، فَقَد آزَرتُم و عاوَنتُم، وَ القَومُ لا يُريدونَ غَيري، و لَو قَتَلوني لَم يَبتَغوا غَيري أحَدا، فَإِذا جَنَّكُمُ اللَّيلُ فَتَفَرَّقوا في سَوادِهِ وَ انجوا بِأَنفُسِكُم.
فَقامَ إلَيهِ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ أخوهُ، و عَلِيٌّ ابنُهُ، و بَنو عَقيلٍ، فَقالوا لَهُ: مَعاذَ اللّهِ وَ الشَّهرَ الحَرامَ، فَماذا نَقولُ لِلنّاسِ إذا رَجَعنا إلَيهِم، إنّا تَرَكنا سَيِّدَنا وَ ابنَ سَيِّدِنا و عِمادَنا و تَرَكناهُ غَرَضا لِلنَّبلِ و دَريئَةً[1] لِلرِّماحِ و جَزَرا[2] لِلسِّباعِ، و فَرَرنا عَنهُ رَغبَةً فِي الحَياةِ؟! مَعاذَ اللّهِ، بَل نَحيا بِحَياتِكَ و نَموتُ مَعَكَ.
فَبَكى و بَكَوا عَلَيهِ، و جَزاهُم خَيرا، ثُمَّ نَزَلَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ.[3]
[1] دَرِيْئةٌ: حَلْقة يتعلّم عليها الطعن( النهاية: ج 2 ص 110« درأ»).
[2] الجَزَرُ: الشاة السمينة( الصحاح: ج 2 ص 613« جزر»).
[3] مقاتل الطالبيّين: ص 112.