فَمَن يُؤمِن بِاللّهِ يُصَدِّق ما قالَ اللّهُ، و مَن يُصَدِّق ما قالَ اللّهُ يَفعَل ما أمَرَ اللّهُ، و مَن لَم يَفعَل ما أمَرَ اللّهُ لَم يُصَدِّق ما قالَ اللّهُ؛ فَإِنَّ هذِهِ الأَخلاقَ تَشهَدُ بَعضُها لِبَعضٍ، فَمَن يُؤمِن بِاللّهِ إيماناً صادِقاً يَعمَل للّهِ خالِصاً ناصِحاً، و مَن عَمِلَ للّهِ خالِصاً ناصِحاً فَقَد آمَنَ بِاللّهِ صادِقاً، و مَن أطاعَ اللّهَ خافَهُ، و مَن خافَهُ فَقَد أحَبَّهُ، و مَن أحَبَّهُ اتَّبَعَ أمرَهُ، و مَنِ اتَّبَعَ أمرَهُ استَوجَبَ جَنَّتَهُ و مَرضاتَهُ، و مَن لَم يَتَّبِع رِضوانَ اللّهِ فَقَد هانَ عَلَيهِ سَخَطُهُ، نَعوذُ بِاللّهِ مِن سَخَطِ اللّهِ.[2]
103. حسن الظن باللّه عن داود بن شابور: قالَ لُقمانُ عليه السلام لِابنِهِ: يا بُنَيَّ، خَفِ اللّهَ خَوفاً يَحولُ بَينَكَ و بَينَ الرَّجاءِ، وَ ارجُهُ رَجاءً يَحولُ بَينَكَ و بَينَ الخَوفِ.
قالَ: فَقالَ أي أبي: إنَّ لي قَلباً واحِدا إذا ألزَمتُهُ الخَوفَ شَغَلَهُ عَنِ الرَّجاءِ، و إذا ألزَمتُهُ الرَّجاءَ أشغَلتُهُ عَنِ الخَوفِ.
قال: أي بُنَيَّ، إنَّ المُؤمِنَ لَهُ قَلبٌ بِقَلبَينِ يَرجو بِأَحَدِهِما و يَخافُهُ