[١]
في هامش الطبعة الحجريّة : « إنّ الغرض منه الاستشفاء بحائر مولانا الشهيد أبي عبد
الله الحسين عليهالسلام ؛ فإنّ أبا الحسن الهادي عليهالسلام ـ مع أنّه إمام مفترض الطاعة ، وواجب
العصمة ، كأبي عبد الله الحسين عليهالسلام ـ لمّا مرض استشفى بالحائر
، فغيره من شيعته ومواليه أولى به ، فحاصل مغزاه أنّه لمّا مرض بعث إلى أبي هاشم
الجعفري ، وهو من أولاد جعفر الطيّار ، وثقة عظيم الشأن ، وإلى محمّد بن القاسم بن
حمزة ، وهو من أولاد زيد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام
منسوب إلى جدّه حمزة ، وهما من خواصّه ليبعثهما إلى الحائر لاستشفائه ، وطلب
الدعاء له فيه ، فسبق محمّد أبا هاشم وبادر إليه ، فلمّا دخل عليه أمره بالذهاب
إلى الحائر ، وبالغ فيه ، وترك التصريح به ، فقال تلويحاً : ابعثوا إلى الحير ؛
لأنّه كان ذلك في عهد المتوكّل ، وأمر التقيّة في زيارة الحائر هناك شديد ، فسكت
محمّد عن الجواب وعن الذهاب إليه ؛ إمّا لعدم فهم المراد ، أو للخوف عن المتوكّل ،
أو لزيادة اعتقاده في أنّه غير محتاج إلى الاستشفاء ، ولمّا خرج من عنده ، ولقيه
أبو هاشم ، أخبره بالواقعة ، وبما قال عليهالسلام
له ، فقال له أبو هاشم : هلاّ قلت : إنّى أذهب إلى الحائر ، ثمّ دخل عليه أبو هاشم
، فقال له : أنا أذهب إلى الحائر ، قال له : انظروا في ذلك. ولعلّ السرّفي الأمر
بالنظر في الذهاب لما مرّ من شدّة أمر التقيّة ، وإنّه لابدّ أن يكون الذاهب إليه
غير أبي هاشم لكونه من المشاهير. ثمّ قال عليهالسلام
لأبي هاشم : إنّ محمّد بن حمزة ليس له شرّ من زيد بن عليّ ـ بالشين المعجمة ـ على
ما في الأصل ، أى ليس له شرّ من جهته ، وانّما هو من قبل نفسه حيث لم يجب أمامه في
الذهاب إلى الحائر ، وليس له سرّ بالسين المهملة ، على ما في نسخة ؛ فإنّه لو كان
له سرّ منه ، لقال مبادراً : أنا أذهب إلى الحائر ، وقبله بلا تأمّل وتفكّر ، فإنّ
الولد سرّ أبيه ، وهذا السرّ إمّا متابعة الإمام ، أو الاعتقاد بزيارة الحائر ، أو
الاستشفاء به ، ولمّا كان في هذا الكلام منه عليهالسلام
نوع إيماء إلى مذمّة محمّد بن حمزة ، وسوء صنيعه بإمامه ، أشار عليهالسلام إلى خفائه وعدم إسماعه إيّاه ، فقال : وأنا
أكره إلخ ، لئلاّ يخبره به أبو هاشم ، فيدخل عليه ما شاء الله. ثمّ ذكر الواقعة
لعليّ بن بلال ، وهو من وكلائه ومعتمده ، وشاوره في أمر الذهاب إلى الحائر ، فنهى
عنه معلّلاً بأنّه غير محتاج إليه لكونه حائراً بنفسه صانعاً له ، ولمّا سمع ذلك
منه قدم العسكر ، ودخل عليه مرّة اخرى ، وذكر له قول عليّ بن بلال ، قال له : ألا
قلت : إنّ رسول الله إلخ. وملخّص قوله عليهالسلام
: إنّ ما قال لك عليّ بن بلال وإن كان حقّاً من جهة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام بل المؤمن أيضا أعظم حرمة عند الله
عزّوجلّ من المواطن ، إلاّ أنّ له سبحانه في الأرض بقاعاً ومواطن يحبّ أن يذكر
فيها ، ومن جملتها الحائر ، فأنا احبّ أن يدعى لي فيها ، فلذلك أمرت بالذهاب إلى
الحائر للاستشفاء. وقوله : وذكر عنه أنّه قال إلخ ، كلام سهل بن زياد ، وغرضه أنّه
يقول : ما ذكرته هو الذي سمعت أبا هاشم ، وأمّا غيري ذكر عنه أنّه قال : إنّما هي
مواضع إلخ ، مكان قوله : إنّما هي مواطن إلخ ، مع ضميمة : هلاّ قلت له كذا ، قال :
جعلت فداك ـ إلى قوله ـ لم أرّد الأمر عليك ولكنّي لم أحفظه عن أبي هاشم بهذا
الوجه. وقوله : هذه ألفاظ أبي هاشم ، أي قوله : جعلت فداك إلخ ، ألفاظ أبي هاشم ، لا
ألفاظ ذلك الغير ، أو إنّ هذا الخبر من ألفاظ أبي هاشم لا ألفاظ أبي الحسن عليهالسلام ، فكأنّه نقله بالمعنى والله أعلم.
المجلسى ـ عليه الرحمة ـ انتهى. أقول : لم نجد في أحد من النسخ « شرّ » بالمعجمة ،
ولم يتعرّض له الشرّاح ».
[٢]
كامل
الزيارات
، ص ٢٧٣ ، الباب ٩٠ ، ح ١ ، بسنده عن سهل بن زياد ، إلى قوله : « حيث يحبّ الله أن
يدعى
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 9 صفحه : 294