[١]
في مرآة
العقول
، ج ١٠ ، ص ٣١٧ : « المرقى والمرتقى والمرقاة : موضع الرقى والصعود ؛ من رقيت
السلّم والسطح والجبل : علوته. والمنحدر : الموضع الذي ينحدر منه ، أي ينزل ؛ من
الانحدار وهو النزول. والوعر : ضدّ السهل .... ولعلّ المراد به النهي عن طلب الجاه
والرئاسة وسائر شهوات الدنيا ومرتفعاتها ، فإنّها وإن كانت مواتية على اليسر
والخفض ، إلاّأنّ عاقبتها عاقبة سوء ، والتخلّص من غوائلها وتبعاتها في غاية
الصعوبة. والحاصل : أنّ متابعة النفس في أهوائها والترقّي من بعضها إلى بعض وإن
كانت كلّ واحدة منها في نظره حقيرة وتحصل له بسهولة ، لكن عند الموت يصعب عليه ترك
جميعها والمحاسبة عليها ، فهو كمن صعد جبلاً بحيل شتّى ، فإذا انتهى إلى ذروته
تحيّر في تدبير النزول عنها. وأيضاً تلك المنازل الدنيّة تحصل له في الدنيا
بالتدريج ، وعند الموت لابدّ من تركها دفعة ، ولذا تشقّ عليه سكرات الموت بقطع تلك
العلائق ، فهو كمن صعد سلّماً درجةً درجةً ، ثمّ سقط في آخر درجة منه دفعةً ،
فكلّما كانت الدرجات في الصعود أكثر ، كان السقوط منها أشدّ ضرراً وأعظم خطراً ،
فلابدّ للعاقل أن يتفكّر عند الصعود على درجات الدنيا في شدّة النزول عنها ، فلا
يرتقي كثيراً ويكتفي بقدر الضرورة والحاجة. فهذا التشبيه البليغ على كلّ من
الوجهين من أبلغ الاستعارات وأحسن التشبيهات. وفي بعض النسخ : اتّقي ، بالياء
وكأنّه من تصحيف النسّاخ ، ولذا قرأ بعض الشارحين : أتقى ، بصيغة التفضيل علىالبناء
للمفعول ، وقرأالسهل مرفوعاً ؛ ليكون خبراً للمبتدأ وهو أتقى. أو يكون أتّقي ،
بتشديد التاء بصيغة المتكلّم من باب الافتعال ، فالسهل منصوب صفة للمرتقى. وكلّ
منهما لايخلو من بعد ».
[٦]
تحف
العقول
، ص ٣٦٧ ، ضمن الحديث ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
، وتمام الرواية فيه : « وإيّاك ومرتقى جبل سهل إذا كان المنحدر وعراً ». الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٠٢ ، ح ٣٢٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٥٨ ، ح ٢٠٩٧٣ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٨٩ ، ح ٢٠.