الثاني
؛ فلأنّ السائل لمّا علم بالجواب المذكور : أنّ من ثبت إيمانه لم ينقله الله إلى
الكفر بسلب التوفيق عنه ، سأل عن حال من ثبت كفره : هل ينقله من الكفر إلى الإيمان
بإهداء التوفيق واللطف أم لا؟ وانطباق الجواب على الأوّل ظاهر ؛ لإشعاره بأنّه
ممّن هداه لعدم إبطاله الفطرة الأصليّة بالكلّيّة ؛ فلذلك تداركته العناية
الإلهيّة. وأمّا انطباقه على الثاني ففيه خفاء ؛ إذ لم يصرّح عليهالسلام بما سأل عنه ، إلاّأنّه أشار إلى قاعدة
كلّيّة للتنبيه على أنّ المقصود الأهمّ هو معرفتها والتصديق بها ». وأمّا المجلسي
فبعد نقله عنه قال : « وأقول : الظاهر أنّ كلام السائل استفهام » ثمّ ذكر حاصل
الجواب. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٢١ ؛ مرآة
العقول
، ج ١١ ، ص ٢٣٦ ـ ٢٣٧.
[١]
فَطَر اللهُ الخَلقَ ، أي خَلَقهم ، وابتدأ صنعة الأشياء. و « الفِطرة » : التي طُبعت
عليها الخليقة من الدين ، فطرهم اللهعلى معرفتهم بربوبيّته. ترتيب كتاب
العين ،
ج ٣ ، ص ١٤٠٤ ( فطر ).
[٢]
في « ج ، ز ، ص ، بس » وشرح المازندراني : « يدعو » أي كلّ واحد من الرسل.
[٣]
في « ب » : ـ / « الله ». وفي شرح المازندراني : « إنّ الله تعالى خلق الإنسان
على نحو من الفطرة ، وهي كونهم قابلين للخير والشرّ ، وهداهم إليهما ببعث الرسل ،
وهم يدعونهم إلى الإيمان وإلى سبيل الخير ، وينهونهم عن سبيل الكفر والشرّ ، فمنهم
من هداه الله عزّوجلّ بالهدايات الخاصّة ؛ لعدم إبطاله الفطرة الأصليّة وتفكّره في
أنّه من أين جاء ، ولأيّ شيء جاء ، وإلى أين نزل ، وأيّ شيء يطلب منه ، واستماعه
إلى نداء الحقّ ؛ فإنّه عند ذلك يتلقّاه اللطف والتوفيق والرحمة ، كما قال عزّ
وجلّ : « وَالَّذِينَ جهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ». ومنهم من لم
يهده الله عزّوجلّ ؛ لإبطاله فطرته ، وعدم تفكّره فيما ذكر ، وإعراضه عن سماع نداء
الحقّ ، فيسلب عنه الرحمة واللطف والتوفيق. وهو المراد من عدم هدايته له ».
[٤]
علل
الشرائع
، ص ١٢١ ، ح ٥ ، بسنده عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ١٨٨٤ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢١٢ ، ح ١.
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 4 صفحه : 201