نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 15 صفحه : 721
المغيرة بن شعبة كان خرج [١] معهم من الطائف وكانوا تجارا ، فقتلهم وجاء بأموالهم
إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأبى رسول الله صلىاللهعليهوآله[٢] أن يقبلها ، وقال : هذا غدر [٣] ولا حاجة لنا
فيه.
فأرسلوا إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالوا : يا رسول الله ، هذا عروة بن مسعود قد [٤] أتاكم وهو
يعظم البدن ، قال : فأقيموها ، فأقاموها.
فقال : يا محمد
، مجيء من جئت؟
قال : جئت أطوف
بالبيت ، وأسعى بين الصفا والمروة ، وأنحر هذه الإبل [٥] ، وأخلي عنكم
عن [٦] لحمانها [٧].
قريش ، وحاصله أن
قوما من التجار فيهم عروة خرجوا من الطائف وخرج معهم المغيرة بن شعبة فقتلهم غيلة
وهرب عروة إلى قريش وكان بينهم».
وفي المرآة : «أقول : قوله عليهالسلام : وقد كان جاء ، كانت هذه القصة على ما ذكره الواقدي أنه ذهب مع ثلاثة
عشر رجلا من بني مالك إلى مقوقس سلطان الاسكندرية ، وفضل مقوقس بني مالك على
المغيرة في العطاء ، فلما رجعوا وكانوا في الطريق شرب بنو مالك ذات ليلة خمرا
وسكروا ، فقتلهم المغيرة حسدا وأخذ أموالهم ، وأتى النبي صلىاللهعليهوآله وأسلم فقبل صلىاللهعليهوآله إسلامه ولم يقبل من ماله شيئا ، ولم يأخذ منه الخمس لغدره ، فلما بلغ ذلك
أبا سفيان أخبر عروة بذلك. فأتى عروة رئيس بني مالك وهو مسعود بن عمرة ، وكلمه في
أن يرضى بالدية ، فلم يرض بنو مالك بذلك ، وطلبوا القصاص من عشائر المغيرة ،
واشتعلت بينهم نائرة الحرب ، فأطفأها عروة بلطايف حيله ، وضمن دية الجماعة من
ماله.
والإشارة إلى هذه القصة هاهنا
لتمهيد ما سيذكر بعد ذلك من قوله : «والله ما جئت إلافي غسل سلحتك» فقوله : «جاء
إلى قريش» أي عروة ، وقوله : «في القوم» أي لأن يتكلم ويشفع في أمر المقتولين ،
وقوله : «كان خرج» أي المغيرة».