نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 15 صفحه : 692
الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه [١] ، وقال لهم : أمر
بكم ما بين عير وأحد ، فقالوا له : إذا مررت بهما فآذنا [٢] بهما ، فلما
توسط بهم أرض المدينة قال لهم : ذاك عير وهذا أحد ، فنزلوا عن ظهر إبله ، وقالوا :
قد أصبنا بغيتنا [٣] ، فلا حاجة لنا في إبلك ، فاذهب حيث شئت.
وكتبوا إلى
إخوانهم الذين بفدك وخيبر : أنا قد أصبنا الموضع ، فهلموا [٤] إلينا ،
فكتبوا إليهم : أنا قد استقرت بنا الدار ، واتخذنا [٥] الأموال ، وما
أقربنا منكم ، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم ، فاتخذوا بأرض المدينة الأموال ،
فلما كثرت [٦] أموالهم بلغ تبع ، فغزاهم فتحصنوا منه ، فحاصرهم [٧] وكانوا يرقون
لضعفاء [٨] أصحاب تبع [٩] ، فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير ، فبلغ ذلك تبع ،
فرق لهم وآمنهم فنزلوا إليه [١٠] ، فقال لهم : إني قد استطبت بلادكم [١١] ، ولا أراني [١٢] إلا مقيما
فيكم ، فقالوا له [١٣] : إنه ليس ذاك [١٤] لك ،
وهي حاضرة طيئ».
وقال الطريحي : «تيماء : اسم أرض على عشر مراحل من مدينة النبي صلىاللهعليهوآله
شاميا ، وعلى خمس مراحل من خيبر شاميا». المصباح المنير ، ص ٧٩ ؛ مجمع البحرين ، ج
٦ ، ص ٢٤ (تيم).
[١] «فتكاروا منه»
أي استأجروا منه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢١٨ (كرا).
[٢] هكذا في جميع
النسخ التي قوبلت والوافي وتفسير العياشي. وفي المطبوع : «آذنا». والإيذان :
الإعلام بالشيء. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٤ (أذن).
[٣] البغية ، بالكسر
والضم : الحاجة التي تبغيها ، أي تطلبها. المصباح المنير ، ص ٥٧ (بغي).
[٤] «فهلموا» أي
تعالوا. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٠ (هلم).
[٩] قال ابن الأثير
: «تبع : ملك في الزمان الأول ، قيل : اسمه أسعد أبو كرب ، والتبابعة : ملوك اليمن
، قيل : كان لايسمى تبعا حتى يملك حضرموت وسبأ وحمير». النهاية ، ج ١ ، ص ١٨٠ (تبع).