أيها الناس [٢] ، إن المنية [٣] قبل الدنية [٤] ، والتجلد [٥] قبل التبلد [٦] ، والحساب قبل
العقاب ، والقبر خير من الفقر ، وغض [٧] البصر خير من كثير من النظر ، والدهر يوم لك ويوم عليك
، فإذا كان لك فلا تبطر [٨] ، وإذا كان عليك فاصبر ، فبكليهما [٩] تمتحن». وفي
نسخة : «وكلاهما سيختبر [١٠]».
[٣] «المنية» :
الموت ؛ من المني بمعنى التقدير ؛ لأنها مقدرة بوقت مخصوص. راجع : النهاية ، ج ٤ ،
ص ٣٦٨ ؛ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ (مني).
[٤] في المرآة : «الدنيئة
ـ مهموزا ، وقد يخفف ـ : النقيصة ، والحالة الخسيسة ، أي ينبغي تحمل الموت والمنية
قبل أن تنتهي الحال إلى الدنية ، كما إذا أرادك العدو فتترك الجهاد وتصير له أسيرا
، فالجهاد والموت قبله أفضل من تركه إلى أن يرد عليك الدنية. وقيل : المراد أن
المنية متقدم وخير من الدنية ، فالمراد القبلية في الشرف ، وفيه بعد. ويؤيد أحد
المعنيين ما في نسخ نهج البلاغة : «المنية ولا الدنية» كما يقولون : النار ولا
العار. وقيل : المراد أن المنية ينبغي أن يكون قبل الموت الاضطراري الذي هو الدنية
؛ لقوله : موتوا قبل أن تموتوا. ومنهم من قرأ : المنية بالتخفيف بمعنى الامنية ،
أي ينبغي أن تكون المنى قبل العجز عن تحصيلها. وما ذكرنا أولا هو الظاهر ، كما لا
يخفى». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٠١ (دنأ).
[٥] «التجلد» : تكلف
الجلد والجلادة ، وهو الصلابة والقرة والشدة والصبر ، يقال : تجلد ، أي أظهر
الجلد. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٨ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٢٥ ـ ١٢٦ (جلد).
[٦] «التبلد» : تكلف
البلادة ، وضد الذكاء والنفاذ والمضاء في الامور ، والتبلد : نقيض التجلد ، بلد
بلادة فهو بليد ، وهو استكانة وخضوع ، وتبلد : تردد متحيرا. راجع : الصحاح ، ج ٢ ،
ص ٤٤٩ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٩٦ (بلد).
[٨] «فلا تبطر» ، من
البطر ، وهو الأشر ـ وهو شدة المرح ، والمرح : شدة الفرح والنشاط ـ والطغيان عند
النعمة وطول الغنى ، والنشاط ، والتبختر ، وقلة احتمال النعمة ، والدهش والحيرة ،
وكراهة الشيء من غير أن يستحق الكراهية. وفعل الكل كفرح. راجع : لسان العرب ، ج ٤
، ص ٦٨ ـ ٦٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٠٣ (بطر).
[١٠] في «ع ، بن ،
جد» وحاشية «جت» : «سيخسر». وفي حاشية «جت» : «ستخبر». وفي حاشية «جد» : «سيخبر».
وفي «م» وحاشية «بح» : «ستختبر». وفي «د» : «ستختبره». وفي حاشية «د» : «ستحسر».
وفي الوافي المطبوع في متن الحديث كما هاهنا ، وفي الوافي الحجري : «سيحسر» وأما
في بيان الحديث : سيحسر ، حيث قال
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 15 صفحه : 66