الثانية
: مسألة القدر ، وهو ثبوت تأثير ماله تعالى في الأفعال ، والأخبار تدلّ فيها أيضاً
على الإثبات.
الثالثة
: مسألة الجبر والتفويض ، والأخبار تشير فيها إلى نفي كلا القولين ، وتثبت قولاً
ثالثاً ، وهو الأمر بين الأمرين ، لا ملكاً للهفقط من غير ملك الإنسان ولا بالعكس
، بل ملكاً في طول ملك ، وسلطنة في ظرف سلطنة. واعلم أيضاً أنّ تسمية هؤلاء
بالقدريّة مأخوذة ممّا صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ القدريّة مجوس هذه الامّة »
الحديث ، فأخذت المجبّرة تسمّى المفوّضة بالقدريّة ؛ لأنّهم ينكرون القدر
ويتكلّمون عليها ، والمفوّضة تسمّي المجبّرة بالقدريّة ؛ لأنّهم يثبتون القدر ،
والذي يتحصّل من أخبار أئمّة أهل البيت : أنّهم يسمّون كلتا الفرقتين بالقدريّة ،
ويطبقون الحديث النبويّ عليهما.
أمّا
المجبّرة فلأنّهم ينسبون الخير والشرّ والطاعة والمعصية جميعاً إلى غير الإنسان ،
كما أنّ المجوس قائلون بكون فاعل الخير والشرّ جميعاً غير الإنسان ، وقوله عليهالسلام في هذا الخبر مبنيّ على هذا النظر.
وأمّا
المفوّضة فلأنّهم قائلون بخالقين في العالم هما الإنسان بالنسبة إلى أفعاله ،
والله سبحانه بالنسبة إلى غيرها ، كما أنّ المجوس قائلون بإله الخير وإله الشرّ ،
وقوله عليهالسلام في الروايات التالية :
لاجبر ولاقدر ، ناظر إلى هذا الاعتبار ».
[١] عيون الأخبار ، ج ١ ،
ص ١٣٨ ، ح ٣٨ ، بطرق أربعة :
الأوّل : بسنده عن سهل بن زياد الكوفي ، عن عليّ بن جعفر
الكوفي ، عن عليّ بن محمّد الهادي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهمالسلام ؛ الثاني : بسنده
عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهمالسلام ؛ الثالث : بسنده
عن عبدالله بن نجيح ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام ؛ الرابع : بسنده
عن ابن عبّاس ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ؛ التوحيد ، ص ٣٨٠
، ح ٢٨ ، بطريقين : الأوّل : بسنده عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن جعفر الكوفي ، عن
الهادي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهمالسلام ؛ والثاني : بسنده عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن
آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام ؛ وفيهما
مع اختلاف يسير وزيادة أربعة أبيات في آخره. الإرشاد ، ج ١ ،
ص ٢٢٥ ، مرسلاً عن الحسن بن أبي الحسن البصري. تحف
العقول ، ص ٤٦٨ ، عن الهادي عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف الوافي ، ج ١ ،
ص ٥٣٥ ، ح ٤٣٨.
[٢] « الفحشاء » و « الفحش » و « الفاحشة » : ما عظم قبحه
من الأفعال والأقوال. المفردات ، ص ٦٢٦ ( فحش ).
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 381