وقد
بيّن الإمام عليهالسلام فيما مضى من الحديث ما يكون
وجهاً ومستنداً لما ذكره هنا ، ومجمل ما ذكره عليهالسلام
في جميع الموارد أنّه إمّا أن لا نسند عليه تعالى شيئاً من الصفات المتعارفة ،
وإمّا أن نخصّها بمعانٍ لا يشارك فيها أيّ موجود سواه.
قال السائل : « فيعاني
الأشياء بنفسه؟ ». قال أبو عبد الله عليهالسلام : « هو أجلّ من أن يعاني الأشياء بمباشرة ومعالجة ؛ لأنّ ذلك صفة المخلوق
الذي لا تجيء الأشياء له إلاّبالمباشرة والمعالجة ، وهو متعال ، نافذ الإرادة
والمشيئة ، فعّال لما يشاء ». قد سبق الكلام في حقيقة كونه تعالى سميعاً وبصيراً
بنفسه ، فإن اريد بالمعاينة ما يساوق البصر ، فالكلام عين الكلام من جهة كون
القدرة عليه من الصفات الذاتيّة ومن جهة كون نفس الصفات من الصفات الفعليّة فراجع
؛ وإن كان مقصوده عليهالسلام بالمعاينة نفس العلم ، فعدم احتياجه إلى المعالجة والمباشرة أوضح. ولكنّ
الأوفق لسياق الكلام هو الوجه الأوّل ؛ لأنّ اتّصافه جلّ شأنه بالصفات الفعليّة
إنّما يكون منتزعاً من أفعاله الخارجيّة المسبوقة لمشيئته وإرادته تعالى ، بخلاف
الصفات الذاتيّة.
[١] في « ض ، بح ، بر ، بس » والتعليقة للداماد : « تخرجه ».
[٥] الخبر رواه الصدوق في التوحيد ، ص ٢٨٥
، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بنأبي عمير ، عن محمّد بن
حمران. وهو الظاهر ؛ فإنّا لم نجد رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن حمران
مباشرةً في شيءٍ من الأسناد والطرق. بل روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي
عمير وابن أبي نجران كتاب محمّد بن حمران ، كما في الفهرست للطوسي ،
ص ٤١٨ ، الرقم ٦٣٨.
فعليه
، الظاهر سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد وبين ابن حمران في ما نحن فيه.
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 1 صفحه : 212