بكثرة المحفوظات ، بل المراد أنّ نفوسهم القدسيّة استكملت
بنور العلم وقوّة المعرفة بسبب اتّباع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمجاهدة والعبادة مع زيادة استعداد
أصليّ وصفاء فطريّ وطهارة غريزيّة حتّى أحبّهم الله ، كما قال : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) [ آل عمران (٣) : ٣١ ] ومن أحبّه
الله يفيض عليه من لدنه أنواراً وأسراراً عرفانيّة من غير واسطة أمر مباين من سماع
أو رواية أو اجتهاد ، بل بأن تصير نفسه كمرآة مجلوّة يحاذي بها شطر الحقّ ، فينعكس
إليها الأمر كما هو عليه ». وانظر أيضاً : شرح المازندراني ، ج ٢ ،
ص ٣٣١ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٠١.
[٣] بصائر الدرجات ، ص ٣٠٠
، ح ٨ ، بسنده عن يونس عن عنبسة. والمذكور في بعض مخطوطاته : « عن قتيبة » الوافي ، ج ١ ،
ص ٢٥٨ ، ح ١٩٩.
[٤] إشارة إلى الآية ١٦ من سورة التوبة (٩) : ( أَمْ
حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ
وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ
وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ). و « الوليجة » : كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمداً عليه وليس
من أهله ، أو خاصّة الرجل وبطانته ؛ والمراد المعتمد عليه في أمر الدنيا والدين ،
أو في أمر الدين وتقرير الشريعة ، وأمّا اعتماد المؤمنين بعضهم على بعض والاعتماد
على الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام فيرجع
إلى الاعتماد على الله سبحانه. انظر : الصحاح ، ج ١ ،
ص ٣٤٨ ؛ المفردات للراغب ، ص ٨٨٣ ( ولج ).