responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميزان الحكمه نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 7  صفحه : 168

بيان :

قال العلاّمةُ في الميزان في تفسير القرآن بعد ذكر قوله عليه السلام «مَن عَرَفَ نَفسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ» : و رواه الفريقان عن النبيّ أيضا ، و هو حديث مشهور ، و قد ذكر بعض العلماء أنّه من تعليق المحال ، و مُفاده استحالة معرفة النفس لاستحالة الإحاطة العلميّة باللّه سبحانه . و رُدّ أوّلاً : بقوله صلى الله عليه و آله في رواية اُخرى : «أعرَفُكُم بنَفسِهِ أعرَفُكُم بِربِّهِ»، و ثانيا : بأن الحديث في معنى عكس النقيض لقوله تعالى : «و لا تَكونوا كَالّذينَ نَسُوا اللّه َ فَأنساهُم أنفُسَهُم» . [1] و فيه عنه عليه السلام : قال : الكَيِّسُ مَن عَرَفَ نَفسَهُ و أخلَصَ أعمالَهُ . أقول : تقدم في البيان السابق معنَى ارتباط الإخلاص و تفرّعه على الاشتغال بمعرفة النفس . و فيه عنه عليه السلام قال : المَعرِفَةُ بِالنَّفسِ أنفَعُ المَعرِفَتَينِ . الظاهر أنّ المراد بالمعرفتَين المعرفة بالآيات الأنفُسيّة و المعرفة بالآيات الآفاقيّة ، قال تعالى : «سَنُريهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وَ في أَنفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أنَّهُ الحَقُّ أ وَ لَم يَكْفِ بِرَبِّكَ أنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهيدٌ» [2] و قال تعالى : «و في الأَرضِ آياتٌ لِلمُوقِنينَ * و في أنفُسِكُم أ فلا تُبصِرونَ» . [3] و كونُ السَّير الأنفُسيّ أنفع من السير الآفاقيّ لعلّه لِكون المعرفة النَّفسانيّة لا تنفكّ عادةً من إصلاح أوصافها و أعمالها، بخلاف المعرفة الآفاقيّة؛ و ذلك أنّ كون معرفة الآيات نافعة إنّما هو لأنّ معرفة الآيات بما هي آيات موصلة إلى معرفة اللّه سبحانه و أسمائه و صفاته و أفعاله ، ككونه تعالى حيّا لا يَعرضه موت ، و قادرا لا يَشوبه عجز ، و عالما لا يخالطه جهل ، و أنّه تعالى هو الخالق لكلّ شيء ، و المالك لكلّ شيء ، و الربّ القائم على كلّ نفس بما كسبت ، خلق الخلق لا لحاجة منه إليهم ، بل لينعم عليهم بما استحقّوه ، ثمّ يجمعهم ليوم الجمع لا ريب فيه ؛ ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى . و هذه و أمثالها معارف حقّة إذا تناولها الإنسان و أتقنها مثّلت له حقيقة حياته ، و أنّها حياة مؤبَّدة ذات سعادة دائمة أو شِقوة لازمة ، و ليست بتلك المتهوّسة المنقطعة اللاهية اللاغية ، و هذا موقف علميّ يهدي الإنسان إلى تكاليف و وظائف بالنسبة إلى ربّه و بالنسبة إلى أبناء نوعه في الحياة الدنيا و الحياة الآخرة ، و هي التي نسمّيها بالدِّين ؛ فإنّ السنّة التي يلتزمها الإنسان في حياته و لا يخلو عنها حتّى البدويُّ و الهمجيُّ إنّما يضعها و يلتزمها أو يأخذها و يلتزمها لنفسه من حيث إنّه يقدّر لنفسه نوعا من الحياة أيّ نوع كان ، ثمّ يعمل بما استحسنه من السنّة لإسعاد تلك الحياة ، و هذا من الوضوح بمكان . فالحياة التي يقدّرها الإنسان لنفسه تمثّل له الحوائج المناسبة لها ، فيهتدي بها إلى الأعمال التي تضمن عادةً رفعَ تلك الحوائج ، فيطبّق الإنسانُ عمله عليها و هو السُّنّة أو الدِّين . فتلخّص ممّا ذكرنا أنّ النظر في الآيات الأنفُسيّة و الآفاقيّة و معرفة اللّه سبحانه بها يهدي الإنسانَ إلى التمسّك بالدِّين الحقّ و الشريعة الإلهية من جهة تمثيل المعرفة المذكورة الحياةَ الإنسانيّة المؤبّدة له عند ذلك ، و تعلّقها بالتوحيد و المعاد و النبوّة . و هذه هداية إلى الإيمان و التقوى يشترك فيها الطريقان معا ؛ أعني طريقَي النظرِ إلى الآفاق و الأنفس ، فهما نافعان جميعا غير أنّ النظر إلى آيات النفس أنفع ؛ فإنّه لا يخلو من العثور على ذات النفس و قواها و أدواتها الروحيّة و البدنيّة ، و ما يعرضها من الاعتدال في أمرها أو طغيانها أو خمودها و الملكات الفاضلة أو الرذيلة ، و الأحوال الحسنة أو السيّئة التي تقارنها . و اشتغال الإنسان بمعرفة هذه الاُمور و الإذعان بما يلزمها من أ من أو خطر و سعادة أو شقاوة لا ينفكّ من أن يعرّفه الداءَ و الدواءَ من موقف قريب ، فيشتغل بإصلاح الفاسد منها و الالتزام بصحيحها ، بخلاف النظر في الآيات الآفاقيّة ؛ فإنّه و إن دعا إلى إصلاح النفس و تطهيرها من سفاسف الأخلاق و رذائلها و تحليتها بالفضائل الروحيّة ، لكنّه ينادي لذلك من مكان بعيد ، و هو ظاهر . و للرواية معنى آخر أدقّ مستخرج من نتائج الأبحاث الحقيقيّة في علم النفس ، و هو أنّ النظر في الآيات الآفاقيّة و المعرفة الحاصلة من ذلك نظر فكريّ و علم حصوليّ ، بخلاف النظر في النفس و قواها و أطوار وجودها و المعرفة المتجلّية منها ، فإنّه نظر شُهوديّ و علم حضوريّ ، و التصديق الفكريّ يحتاج في تحقّقه إلى نظم الأقيِسَة و استعمال البرهان ، و هو باقٍ ما دام الإنسان متوجّها إلى مقدّماته غير ذاهل عنها و لا مشتغل بغيرها ، و لذلك يزول العلم بزوال الإشراف على دليله و تكثُر فيه الشُّبهات و يثور فيه الاختلاف . و هذا بخلاف العلم النفسانيّ بالنفس و قواها و أطوار وجودها فإنّه من العِيان ، فإذا اشتغل الإنسان بالنظر إلى آيات نفسه ، و شاهدَ فَقرها إلى ربّها ، و حاجتَها في جميع أطوار وجودها ، وجد أمرا عجيبا ؛ وجد نفسه متعلّقة بالعَظَمة و الكبرياء ، متّصلة في وجودها و حياتها و علمها و قدرتها و سمعها و بصرها و إرادتها و حبّها و سائر صفاتها و أفعالها بما لا يتناهى بهاءً و سناءً و جمالاً و جلالاً و كمالاً من الوجود و الحياة و العلم و القدرة ، و غيرها من كلّ كمال . و شاهدُ ما تقدّم بيانه أنّ النفس الإنسانيّة لا شأ�� لها إلاّ في نفسها ، و لا مَخرجَ لها من نفسها ، و لا شُغل لها إلاّ السَّير الاضطراريّ في مسير نفسها ، و أنّها منقطعة عن كلّ شيء كانت تظنّ أنّها مجتمعة معه مختلطة به إلاّ ربّها المحيط بباطنها و ظاهرها و كلّ شيء دونها ، فوجدت أنّها دائما في خلاء مع ربّها و إن كانت في ملأ من الناس ، و عند ذلك تنصرف عن كلّ شيء و تتوجّه إلى ربّها ، و تنسى كلّ شيء و تذكر ربّها ، فلا يحجبه عنها حجاب و لا تستتر عنه بستر ، و هو حقّ المعرفة الذي قُدّر لإنسان . و هذه المعرفة الأحرى بها أن تُسمّى «معرفة اللّه باللّه » ، و أمّا المعرفة الفكريّة التي يفيدها النظر في الآيات الآفاقيّة سواء حصلت من قياس أو حدس أو غير ذلك فإنّما هي معرفة بصورة ذهنيّة عن صورة ذهنيّة ، و جلّ الإله أن يحيط به ذهن أو تساوي ذاته صورة مختلقة اختلقها خلق من خلقه ، و لا يحيطون به علما . و قد روي في «الإرشاد» و«الاحتجاج» على ما في بحار الأنوار عن الشِّعبيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له : إنَّ اللّه َ أجلُّ مِن أن يَحتَجِبَ عن شَيءٍ أو يَحتَجِبَ عَنهُ شَيءٌ . [4] و في «التوحيد» عن موسى بن جَعفَرٍ عليه السلام في كَلامٍ لَهُ : لَيسَ بَينَهُ و بَينَ خَلقِهِ حِجابٌ غَيرَ خَلقِهِ ، احتَجَبَ بِغَيرِ حِجابٍ مَحجوبٍ ، و استَتَرَ بِغَيرِ سِترٍ مَستورٍ ، لا إلهَ إلاّ هُوَ الكَبيرُ المُتَعالِ . و في «التوحيد» مسندا عن عبدِ الأعلى عن الصادق عليه السلام في حديث: و مَن زَعَمَ أنَّهُ يَعرِفُ اللّه َ بِحِجابٍ أو بِصورةٍ أو بِمِثالٍ فهُوَ مُشرِكٌ ؛ لأنَّ الحِجابَ و الصورَةَ و المِثالَ غَيرُهُ ، و إنَّما هُوَ واحِدٌ مُوَحَّدٌ ، فكَيفَ يُوَحِّدُ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُوَحِّدُهُ بِغَيرِهِ ؟! إنَّما عَرَفَ اللّه َ مَن عرَفَهُ باللّه ِ ، فمَن لم يَعرِفْهُ بهِ فليسَ يَعرِفُهُ ، إنّما يَعرِفُ غَيرَهُ ... الحديث . و الأخبار المأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام في معنى ما قدّمناه كثيرة جدّا لعلّ اللّه يوفّقنا لإيرادها و شرحها فيما سيأتي إن شاء اللّه العزيز من تفسير سورة الأعراف . فقد تحصّل أنّ النظر في آيات الأنفُس أنفَس و أغلى قيمة و أنّه هو المُنتج لحقيقة المعرفة فحسب ، و على هذا فعَدُّه عليه السلام إيّاها أنفعَ المعرفتَينِ لا معرفة متعيّنة إنّما هو لأنّ العامّة من الناس قاصرون عن نيلها . و قد أطبق الكتاب و السنّة و جرت السيرة الطاهرة النبويّة و سيرة أهل بيته الطاهرين على قبول من آمن باللّه عن نظر آفاقيّ و هو النظر الشائع بين المؤمنين ، فالطريقان نافعان جميعا ، لكنّ النفع في طريق النفس أتمّ و أغزر . و في «الدُّرر و الغُرر» عن عليّ عليه السلام قال : العارِفُ مَن عَرَفَ نَفسَهُ فأعتَقَها و نَزَّهَها عَن كُلِّ ما يُبعِدُها. أقول : أي أعتقها عن أسارة الهوى و رِقّية الشهوات . و فيه عنه عليه السلام قالَ : أعظَمُ الجَهلِ جَهلُ الإنسانِ أمرَ نَفَسهِ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : أعظَمُ الحِكمةِ مَعرِفَةُ الإنسانِ نَفسَهُ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : أكثَرُ النّاسِ مَعرِفَةً لِنَفسِه أخوَفُهُم لِرَبِّه . أقول : و ذلك لكونه أعلمهم بربّه و أعرفهم به ، و قد قال اللّه سبحانه : «إنَّما يَخشَى اللّه َ مِن عِبادِه العُلَماءُ» . [5] و فيه عنه عليه السلام قالَ : أفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ المَرءِ بِنَفسِهِ ، فمَن عَرَفَ نَفسَهُ عَقَلَ ، و مَن جَهِلَها ضَلَّ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : عَجِبتُ لِمَن يَنشُدُ ضالَّتَهُ و قَد أضَلَّ نَفسَهُ فلا يَطلُبُها ! و فيه عنه عليه السلام قالَ : عَجِبتُ لِمَن يَجهَلُ نَفسَهُ كَيفَ يَعرِفُ رَبَّهُ ؟ ! و فيه عنه عليه السلام قالَ : غايَةُ المَعرِفَةِ أن يَعرِفَ المَرءُ نَفسَهُ . أقول : و قد تقدّم وجه كونها غايةَ المعرفة ؛ فإنّها المعرفة حقيقة . و فيه عنه عليه السلام قالَ : كَيفَ يَعرِفُ غَيرَهُ مَن يَجهَلُ نَفسَهُ ؟ ! و فيه عنه عليه السلام قالَ : كَفى بِالمَرءِ مَعرِفَةً أن يَعرِفَ نَفسَهُ ، و كَفى بِالمَرءِ جَهلاً أن يَجهَلَ نَفسَهُ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ تَجَرَّدَ . أقول : أي تجرّد عن علائق الدنيا ، أو تجرّد عن الناس بالاعتزال عنهم ، أو تجرّد عن كلّ شيء بالإخلاص للّه . و فيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ جاهَدَها ، و مَن جَهِلَ نَفسَهُ أهمَلَها . و فيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ جَلَّ أمرُهُ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ كانَ لِغَيرِهِ أعرَفَ ، و مَن جَهِلَ نَفسَهُ كانَ بِغَيرِهِ أجهَلَ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ فقَدِ انتَهى إلى غايةِ كلِّ مَعرِفَةٍ و عِلمٍ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : مَن لَم يَعرِفْ نَفسَهُ بَعُدَ عَن سَبيلِ النَّجاةِ ، و خَبَطَ في الضَّلالِ و الجَهالاتِ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : مَعرِفَةُ النَّفسِ أنفَعُ المَعارِفِ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : نالَ الفَوزَ الأكبَرَ مَن ظَفِرَ بِمَعرِفَةِ النَّفسِ . و فيه عنه عليه السلام قالَ : لا تَجهَل نَفسَكَ ؛ فإنَّ الجاهِلَ مَعرِفَةَ نَفسِهِ جاهِلٌ بِكُلِّ شَيءٍ . و في «تُحَفِ العُقول» عَنِ الصادقِ عليه السلام في حديث : مَن زَعَمَ أنَّهُ يَعرِفُ اللّه َ بِتَوَهُّمِ القُلوبِ فهُوَ مُشرِكٌ ، و مَن زَعَمَ أنَّهُ يَعرِفُ اللّه َ بِالاسمِ دونَ المَعنى فقَد أقَرَّ بِالطَّعنِ ؛ لِأنَّ الاسمَ مُحدَثٌ ، و مَن زَعَمَ أنَّهُ يَعبُدُ ��لاسمَ و المَعنى فقَد جَعَلَ مَعَ اللّه َ شَريكا ، و مَن زَعَمَ أنَّهُ يَعبُدُ بِالصِّفَةِ لا بِالإدراكِ فقَد أحالَ عَلى غائبٍ ، و مَن زَعَمَ أنَّهُ يُضيفُ المَوصوفَ إلَى الصِّفَةِ فقَد صَغَّرَ بِالكَبيرِ ، و ما قَدَروا اللّه َ حَقَّ قَدرِه . قيلَ لَهُ : فكَيفَ سَبيلُ التَّوحيدِ ؟ قالَ : بابُ البحَثِ مُمكِنٌ و طَلَبُ المَخرَجِ مَوجودٌ ؛ إنَّ مَعرِفَةَ عَينِ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ ، و مَعرِفَةَ صِفَةِ الغائبِ قَبلَ عَينهِ . قيلَ : و كَيفَ يُعرَفُ عَينُ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ ؟ قالَ : تَعرِفُه و تَعلَمُ عِلمَهُ ، و تَعرِفُ نَفسَكَ بِهِ ، و لا تَعرِفُ نَفسَكَ مِن نَفسِكَ ، و تَعلَمُ أنَّ ما فيهِ لَهُ و بِه كَما قالوا لِيوسُفَ : «أ إنَّكَ لَأنتَ يوسُفُ قالَ أنا يوسُفُ و هذا أخي» [6] فَعَرَفوهُ بِهِ و لَم يَعرِفوهُ بِغَيرِهِ ، و لا أثبَتُوهُ مِن أنفُسِهِم بِتَوَهُّمِ القُلوبِ ... الحديث . أقول : قد أوضحنا في ذيل قوله عليه السلام : المَعرِفَةُ بِالنَّفسِ أنفَعُ المَعرِفَتَينِ ـ الرواية الثانية من الباب ـ أنّ الإنسان إذا اشتغل بآية نفسه و خلا بها عن غيرها انقطع إلى ربّه من كلّ شيء ، و عقب ذلك معرفة ربّه معرفة بلا توسيط وسط ، و علما بلا تسبيب سبب ؛ إذ الانقطاع يرفع كلّ حجاب مضروب ، و عند ذلك يذهل الإنسان بمشاهدة ساحة العظمة و الكبرياء عن نفسه ، و أحرى بهذه المعرفة أن تُسمّى معرفة اللّه باللّه . و انكشف له عند ذلك من حقيقة نفسه أنّها الفقيرة إلى اللّه سبحانه ، المملوكة له ملكا لا تستقلّ بشيء دونه ، و هذا هو المراد بقوله عليه السلام : تَعرِفُ نَفسَكَ بهِ ، و لا تَعرِفُ نَفسَكَ بِنَفسِكَ مِن نَفسِكَ ، و تَعلَمُ أنّ ما فيه لَهُ و بهِ . و في هذا المعنى ما رواه المسعوديّ في «إثبات الوصيّة» عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قالَ في خطبةٍ لَهُ : فسُبحانَكَ مَلَأْتَ كُلَّ شَيءٍ و بايَنتَ كُلَّ شَيءٍ فأنتَ لا يَفقِدُكَ شَيءٌ و أنتَ الفَعّالُ لِما تَشاءُ . تَبارَكتَ يا مَن كُلُّ مُدرَكٍ مِن خَلقِهِ ، و كُلُّ مَحدودٍ مِن صُنعِهِ ـ إلى أن قال ـ سُبحانَكَ أيُّ عَينٍ تَقومُ نَصبَ بَهاءِ نورِكَ ، و تَرقى إلى نورِ ضِياءِ قُدرَتِكَ ؟! و أيُّ فَهمٍ يَفهَمُ ما دونَ ذلكَ ؟! إلاّ أبصارٌ كَشَفتَ عَنها الأغطِيةَ ، و هَتَكتَ عَنها الحُجُبَ العَمِيَةَ ، فَرَقَتْ أرواحُها عَلى أطرافِ أجنِحَةِ الأرواحِ ، فناجَوكَ في أركانِكَ ، و وَلَجوا بَينَ أنوارِ بَهائكَ ، و نَظَروا مِن مُرتَقى التُّربَةِ إلى مُستوَى كِبرِيائكَ ، فَسمّاهُم أهلُ المَلَكوتِ زُوّارا ، و دَعاهُم أهلُ الجَبَروتِ عُمّارا . و في «بحار الأنوار» عن «إرشاد الدَّيلميِّ» ـ و ذكر بعد ذلك سنَدَين لهذا الحديث ـ و فيه : فمَن عَمِلَ بِرِضائي اُلزِمْهُ ثَلاثَ خِصالٍ : اُعَرِّفُهُ شُكرا لا يُخالِطُهُ الجَهلُ ، و ذِكرا لا يُخالِطُهُ النِّسيانُ ، و مَحَبَةً لا يُؤْثِرُ عَلى مَحَبَّتي مَحَبَّةَ المَخلوقينَ، فإذا أحَبَّني أحبَبتُهُ، و أفتَحُ عَينَ قَلبِهِ إلى جَلالي ، و لا اُخفي عَلَيهِ خاصَّةَ خَلقي ، و اُناجيهِ في ظُلَمِ اللَّيلِ و نورِ النَّهارِ حتّى يَنقَطِعَ حَديثُهُ مَعَ المَخلوقينَ و مُجالَسَتُهُ مَعَهُم ، و اُسمِعُهُ كَلامي و كَلامَ مَلائكَتي ، و اُعَرِّفُهُ السِّرَّ الّذي سَتَرتُهُ عَن خَلقي ، و اُلبِسُهُ الحَياءَ حتّى يَستَحيي مِنهُ الخَلقُ كُلُّهُم ، و يَمشي عَلَى الأرضِ مَغفورا لَهُ ، و أجعَلُ قَلبَهُ واعِيا و بَصيرا ، و لا اُخفي عَلَيهِ شَيئا مِن جَنَّةٍ و لا نارٍ ، و اُعَرِّفُهُ ما يَمُرُّ عَلَى النّاسِ في القِيامَةِ مِنَ الهَولِ و الشِّدَّةِ ، و ما اُحاسِبُ بِهِ الأغنِياءَ و الفُقَراءَ و الجُهّالَ و العُلَماءَ ، و اُنَوِّمُهُ في قَبرِهِ و اُنزِلُ عَلَيهِ مُنكرا و نَكيرا حتّى يَسألاهُ ، و لا يَرى غَمَّ المَوتِ و ظُلمَةَ القَبرِ و اللَّحدِ و هَولَ المُطَّلَعِ ، ثُمّ أنصِبُ لَهُ ميزانَهُ و أنشُرُ ديوانَهُ ، ثُمّ أضَعُ كِتابَهُ في يَمينه فيَقرَؤهُ مَنشورا ، ثُمّ لا أجعَلُ بَيني و بَينَهُ تَرجُمانا ، فهذِه صِفاتُ المُحِبّينَ . يا أحمَدُ ، اجعَلْ هَمَّكَ هَمّا واحِدا ، و اجعَلْ لِسانَكَ لِسانا واحِدا ، و اجعَلْ بَدَنَكَ حَيّا لا يَغفَلُ أبَدا ، مَن يَغفَلْ عَنّي لا اُبالي بِأيِّ وادٍ هَلَكَ . و الروايات الثلاثة الأخيرة و إن لم يكن من أخبار هذا البحث المعقود على الاستقامة ، إلاّ أنّا إنّما أوردناها ليقضي الناقد البصير بما قدّمناه من أن المعرفة الحقيقيّة لا تُستوفى بالعلم الفكريّ حقّ استيفائها ؛ فإنّ الروايات تذكر اُمورا من المواهب الإلهيّة المخصوصة بأوليائه لا يُنتجها السَّير الفكريُّ البتّة . و هي أخبار مستقيمة صحيحة تشهد على صحّتها الكتاب الإلهيّ على ما سنبيّن ذلك فيما سيوافيك من تفسير سورة الأعراف إن شاء اللّه العزيز . [7]

توضيح :

علاّمه طباطبايى در تفسير الميزان، بعد از ذكر اين سخن امام عليه السلام كه «هر كه خود را بشناسد پروردگارش را مى شناسد»، نوشته است: اين حديث را شيعه و سنّى از پيامبر صلى الله عليه و آله نيز روايت كرده اند و حديثى مشهور است. بعضى از علما گفته اند كه: «اين جمله از باب تعليق به امر محال است؛ يعنى چون احاطه علمى و شناخت همه جانبه از خداوند سبحان غير ممكن است پس معرفت نفس نيز امرى ناشدنى است.» اما اين نظر درست نيست؛ زيرا، اوّلاً در روايت ديگرى از پيامبر صلى الله عليه و آله نقل شده است كه فرمود: خود شناسترين شما خدا شناسترين شماست. ثانياً اين حديث در معناى عكس نقيض آيه «و چون كسانى مباشيد كه خدا را فراموش كردند و خدا هم خودشان را از يادشان برد» مى باشد. همچنين در همين زمينه از امام على عليه السلام نقل شده است كه فرمود: زيرك كسى است كه خود را بشناسد و اعمالش را [براى خدا ]خالص گرداند. در بيان سابق شرح داديم كه چگونه اخلاص با خود شناسى ارتباط دارد و فرع بر آن است. نيز از امام على عليه السلام نقل شده است كه فرمود: خود شناسى، سودمندترين شناخت از دو شناخت است. ظاهراً مقصود از دو شناخت در اين عبارت، شناخت با آيات انفسى و شناخت با آيات آفاقى است. خداوند متعال فرموده است: «بزودى نشانه هاى خود را در آفاق و در وجود خودشان نشانشان مى دهيم، تا برايشان روشن شود كه آن حقّ است. آيا همين كه پروردگار تو همه جا حاضر است كفايت نمى كند؟» و فرموده است: «و در زمين نشانه هايى است براى يقين داران و نيز در وجود خودتان. آيا نمى بينيد؟» سودمندتر بودن سير و سلوك انفسى از سير و گردش آفاقى، شايد به اين سبب باشد كه خود شناسى، بر خلاف شناخت آفاقى، معمولاً با اصلاح صفات و اعمال نفس همراه است. و اين از آن جهت است كه شناخت نشانه ها[ى انفسى ]از آن روى كه نشانه اند، آدمى را به شناخت خداوند سبحان و اسماء و صفات و افعال او رهنمون مى شود؛ مانند اين كه خداوند زنده است و مرگ در او راه ندارد، تواناست و ناتوانى از ساحت او به دور است، داناست و دانشش آميخته به جهل نيست، آفريدگار همه چيز است، مالك همه چيز است، خداوندگار ناظر بر هر نفسى و اعمال آن است، آفريدگان را آفريد نه از آن روى كه به آنها نياز داشته باشد، بلكه تا به فرا خور استحقاقشان به آنان نعمت ارزانى دارد، آن گاه آنان را در روز فراهم آمدن، كه شكّى در آمدن آن نيست، گرد مى آورد تا بدكاران را به سزاى كردارهاى بدشان برساند و كسانى را كه كار نيك كرده اند پاداش دهد. اين معارف و همانند اينها شناختهاى حقيقى و درستى هستند كه هرگاه انسان آنها را به نحوى متقن و استوار به دست آورد، حقيقت حيات و زندگيش در برابر او خودنمايى مى كند؛ حياتى جاويدان كه يا با خوشبختى هميشگى همراه است يا با بدبختى پيوسته؛ و اين حيات، حياتى بى معنا و بى دنباله و بازيچه و بيهوده نيست. بلكه اين يك ايستار علمى است كه انسان را به تكاليف و وظايفش در قبال پروردگارش و در قبال همنوعانش در زندگى اين جهان و آن جهان رهنمون مى شود؛ يعنى همان چيزى كه ما آن را دين مى ناميم ؛ زيرا روشى كه انسان در زندگى خود پيش مى گيرد روشى كه حتى انسانهاى بَدوى و غير متمدن نيز فاقد آن نيستند، به اين دليل آن را وضع و از آن پيروى مى كند، يا از كسى يا جايى ديگر مى گيرد و بدان پايبندى نشان مى دهد كه براى خود نوعى زندگى، هر نوعى كه باشد، در نظر مى گيرد و آن گاه، براى خوشبختى در اين زندگى، قانون و روشى را كه مى پسندد به كار مى بندد. اين مطلب تا حد زيادى روشن است. حياتى كه انسان براى خود در نظر مى گيرد نيازهاى مناسب او را برايش نمودار مى سازد و انسان به وسيله آن، به كارهايى كه معمولاً برطرف كننده اين نيازهاست، رهنمون مى شود و انسان عمل و رفتار خود را بر اين نيازها منطبق مى كند و اين همان سنّت (روش) يا دين است. خلاصه آنچه گفتيم اين است كه انديشيدن در آيات انفسى و آفاقى و شناخت خداوند سبحان، انسان را به تمسّك به دين حق و شريعت الهى رهنمون مى سازد؛ چرا كه اين شناخت، زندگى جاويدان انسانى و ارتباط و پيوستگى اين زندگى به توحيد و نبوت و معاد را در برابر او به نمايش مى گذارد. اين هدايتى است به سوى ايمان و تقوا، كه هر دو طريق، يعنى طريق سير و انديشه كردن در آفاق و انفس، در آن مشترك و هر دوى آنها در اين زمينه سودمندند، جز اينكه انديشيدن در آيات و نشانه هاى نفس سودمندتر است؛ زيرا در اين روش به ماهيت نفس و نيروهايش و ابزارهاى روحى و جسمى آن و عوارض نفسانى چون اعتدال نفس در كار خود يا طغيان و سركشى يا فسردگى آن و نيز ملكات پسنديده يا ناپسند و حالات نيك يا بد نفس پى برده مى شود. پرداختن انسان به شناخت اين مسائل و اعتراف كردن به آنچه لازمه آنهاست مانند امنيّت يا نا امنى، خوشبختى يا بدبختى، موجب مى شود كه از فاصله نزديك درد و درمان را بشناسد و تباهِ آن را درست كند و از درستِ آن مراقبت نمايد. بر خلاف انديشيدن در آيات آفاقى؛ زيرا اين راه گر چه انسان را به اصلاح نفس و پاك كردن آن از خويهاى پست و ناپسند و آراستنش به فضايل روحى و ارزشهاى معنوى فرا مى خواند، اما از فاصله اى دور اين ندا را سر مى دهد. روايت مورد بحث معناى دقيقتر ديگرى هم دارد كه از دستامدهاى پژوهشهاى حقيقى روان شناسى استنباط مى شود و آن اين است كه نگريستن در آيات آفاقى و شناخت حاصل از آن، يك نگاه فكرى و نظرى و علم حصولى است، برخلاف نگريستن در نفْس و قواى آن و گونه هاى وجودش و شناخت به دست آمده از آن ؛ زيرا آن يك نگاه شهودى و علم حضورى است. تصديق حاصل از تفكر براى آن كه تحقق يابد نياز به تشكيل قياسها و به كار گرفتن برهان دارد و تا زمانى كه انسان به مقدّمات آن توجّه داشته باشد و از آن غفلت نكند و فكر و حواسّش متوجّه غير آنها نباشد، اين تصديق باقى و پايدار است.از اين رو، علم با از بين رفتن اطلاع و اشراف بر دليل آن، از بين مى رود و شبهات در آن زياد مى شود و اختلافات برانگيخته مى شود. برخلاف علم و شناخت درونى از نفس و قواى آن و مراتب وجودش كه از نوع عيان و شهودات است؛ زيرا هر گاه انسان به نگريستن در نشانه هاى نفْسِ خودش بپردازد و نيازمندى آن به پروردگارش و احتياج آن در همه مراحل وجودش را مشاهده كند، به يك موضوع شگفت آور پى مى برد؛ خويشتن را وابسته به عظمت و كبريا مى يابد و هستى و زندگى و دانش و توانايى و شنوايى و بينايى و خواستن و دوست داشتن و ديگر صفات و افعال نفْس را پيوسته و متّصل به موجودى مى بيند كه از حيث بزرگى و ارجمندى و زيبايى و شكوه و صفات كماليه هستى و زندگى و دانش و توانايى و ديگر كمالات، نامتناهى است. گواه آنچه توضيحش گذشت اين است كه نفْس انسانى كارهايش جز در خودش انجام نمى گيرد و از خود بيرون نمى رود و كارى جز حركت اضطرارى و قهرى در مسير خود ندارد و از هر چيزى كه گمان مى برد با آن فراهم آمده و آميخته است، جدا مى باشد، مگر از پروردگار خود كه به ظاهر و باطن نفس و هر چيز ديگرى جز آن احاطه دارد. از اين رو، نفس آدمى گر چه در ميان جمعى از آدميان باشد، پيوسته خود را با پروردگارش در خلوت مى بيند. اين جاست كه از هر چيزى روى بر مى تابد و به پروردگار خود روى مى كند و همه چيز را از ياد مى برد و پروردگار خويش را ياد مى كند؛ در نتيجه، هيچ مانع و پرده اى ميان خدا و نفس حجاب و پوشش نمى شود. و اين همان حقّ شناخت و معرفتى است كه براى انسان رقم خورده است. شايسته تر آن است كه اين شناخت، خداشناسى با خدا ناميده شود. اما شناخت فكرى كه از نگريستن و انديشيدن در آيات آفاقى، چه از راه قياس يا حدس يا جز اينها، به دست مى آيد، در حقيقت، شناختِ يك صورت ذهنى از طريق صورت ذهنى ديگرى است. حال آن كه خداوند بزرگتر از آن است كه در ذهن بگنجد يا ذاتش برابر با صورتى ساختگى باشد كه آفريده اى از آفريدگانِ او، آن را در ذهن ساخته و آفريده است. حالى كه آفريدگان را بر او احاطه علمى نباشد. در بحار الأنوار به نقل از كتاب ارشاد و احتجاج روايتى از شعبى آمده كه امير المؤمنين عليه السلام فرمود: خدا والاتر از آن است كه از چيزى محجوب ماند، يا چيزى از او پوشيده و محجوب باشد. و در كتاب توحيد از امام كاظم عليه السلام آمده است كه آن حضرت در گفتارى فرمود: ميان خدا و آفريدگانش هيچ حجابى جز خود آفريدگانش نيست. پوشيده است اما نه با پوششى پنهان و در پرده است اما نه با پرده اى نامرئى. هيچ خدايى جز او نيست، بزرگ و بلند مرتبه است . همچنين در كتاب توحيد با ذكر سند از عبد الاعلى از امام صادق عليه السلام نقل شده كه آن حضرت در حديثى فرمود: هر كه خيال كند خدا را به حجابى يا به صورتى يا به مثال و هيكلى شناخته، مشرك است؛ زيرا حجاب و صورت و مثال يا هيكل چيزهايى جز او هستند و خدا يكتا و يگانه است. بنا بر اين، چگونه قائل به يگانگى و يكتايى اوست كسى كه مى پندارد او را به غير او يگانه كرده است؟ خدا را فقط كسى شناخته، كه او را با خدا بشناسد. پس، كسى كه او را با او نشناسد در حقيقت او را نشناخته، بلكه جز او را شناخته است... اخبار بسيارى از امامان اهل بيت: در معناى مطالبى كه گفتيم وارد شده است. اميدواريم خداوند توفيقمان دهد تا، به خواست خداوند عزّتمند، آنها را در ضمن تفسير سوره اعراف بياوريم و شرح دهيم. حاصل سخن آن كه تدبّر در آيات انفسى ارزنده تر و پر بهاتر است و شناخت حقيقى تنها از اين راه به دست مى آيد. اين كه امام عليه السلام معرفت نفْس را سودمندترين دو نوع معرفت دانسته، نه يگانه راه معرفت و شناخت، علتش اين است كه توده مردم از رسيدن به اين شناخت ناتوانند. و قرآن و سنّت و سيره پاك رسول خدا و نيز سيره اهل بيت طاهرينش، بر پذيرش كسى كه از طريق تدبّر در آفاق به خدا ايمان آورده است و اين راه و طريقه، فراگير ميان مؤمنان است، اتفاق دارند. بنا بر اين، هر دو روش سودمند است، اما سودمندى راه خود شناسى كاملتر و بيشتر است. در درر و غرر از قول امير المؤمنين عليه السلام آمده است: دانا كسى است كه خود را بشناسد. پس آن را آزاد كند و از هر چه كه دورش مى سازد، پاك نمايد . مى گويم : منظور از آزاد كردن نفْس، رهانيدن آن از اسارت هوس و بند خواهشهاست. ـ همچنين در كتاب ياد شده آمده است كه آن حضرت فرمود: بزرگترين نادانى، نادانى انسان به خويشتن است. ـ نيز در همان مأخذ از آن حضرت نقل شده است كه فرمود: عاليترين حكمت، خود شناسى انسان است. ـ همچنين در همان جا مى فرمايد: خود شناس ترين مردم، خدا ترس ترين آنهاست. مى گويم : علتش اين است كه چنين كسى نسبت به پروردگار خويش داناتر و شناختش بيشتر است و خداوند سبحان فرموده است: «جز اين نيست كه از ميان بندگان خدا، فقط دانايان از او مى ترسند»... و همچنين در همان جا مى فرمايد: برترين خرد، خود شناسى انسان است. پس، هر كه خود را شناخت خردمند شد و هر كه خود را نشناخت گمراه گشت . نيز در همان جا آمده است كه فرمود: در شگفتم از كسى كه در جستجوى گمشده خود برمى آيد، در حالى كه خودش را گم كرده و در جستجوى آن برنمى آيد ! همچنين در همان كتاب نقل شده كه فرمود: در شگفتم از كسى كه خود را نمى شناسد، چگونه ممكن است پروردگارش را بشناسد؟ نيز در همان جا نقل شده كه فرمود: كمال و منتها درجه شناخت، اين است كه آدمى خود را بشناسد. پيش از اين گفتيم كه علت آن كه اين شناخت ، غايت و منتها درجه شناخت مى باشد اين است كه معرفت حقيقى همين نوع معرفت است. و نيز در همان كتاب، از ايشان نقل است كه فرمود: كسى كه خود را نمى شناسد، چگونه ديگران را بشناسد؟ همين طور در آن كتاب نقل است كه فرمود: همين معرفت براى انسان بس است كه به خود معرفت پيدا كند و همين نادانى براى وى كافي است كه خود را نشناسد. همچنين در آن كتاب روايت است كه فرمود: هر كس خود را بشناسد، رها مى شود. مى گويم: يعنى از دلبستگى هاى دنيايى رها مى شود، يا از مردم با كناره گيرى از آنها رها مى شود يا از هر چيز ديگرى با اخلاص ورزى براى خداوند. نيز از همان كتاب است كه فرموده است: هر كس خود را شناخت با آن به جهاد بر مى خيزد و هر كس خود را نشناخت، آن را وا مى نهد. همين طور در آن كتاب از ايشان روايت شده كه فرمود: هر كس خود را شناخت كارش ارزشمند گردد. نيز در همان روايت شده كه فرمود: هر كس خود شناس شود، براى ديگر شناسى داناتر مى شود و هر كس خود را نشناسد، بر شناخت ديگران نا توان تر است. همين طور در آن كتاب نقل است كه فرمود: هر كس خود را شناخت، به منتها درجه معرفت و دانش دست يافته است. همين طور در آن كتاب روايت شده كه فرمود: هر كس خود را نشناخت از راه نجات دور شد و در گمراهى و نادانى ها فرو افتاد. نيز در آن جا نقل شده كه فرمود: خود شناسى، بهترين معرفت هاست. همچنين در آن كتاب از امام نقل است كه: به رستگارى بزرگ نايل آمد هر كه به خود شناسى دست يافت. همين طور در آن كتاب نقل است كه امام فرمود: از شناخت خود بيگانه مباش كه خود نا شناس، جاهل به همه چيز است. در تحف العقول از امام صادق عليه السلام نقل شده كه در حديثى فرمود: هر كه خيال كند كه خدا را با توهمات قلبى مى شناسد، مشرك است و هر كه پندارد كه خدا را با نام بدون معنا مى شناسد، به عيب [در خدا ]اقرار كرده؛ زيرا نام حادث است و هر كه پندارد كه نام و معنا را با هم مى پرستد، براى خدا شريك قرار داده است و هر كه خيال كند [خدا را ]از طريق توصيف مى پرستد [و مى شناسد] نه از راه ادراكِ [حقيقت او]، خدايى غايب را اثبات كرده است و هر كه پندارد موصوف را به صفت اضافه و منتسب مى كند، [خداى] بزرگ را كوچك شمرده است و چنين كسانى خداى را چنان كه سزد نشناخته اند. به آن حضرت عرض شد: پس راه شناخت توحيد چيست؟ امام عليه السلام فرمود: باب بحث و كاوش باز است و راه برون رفت [از اين مشكلات] وجود دارد. بدين ترتيب كه موجود حاضر عينش قبل از صفتش شناخته مى شود و موجود غايب صفتش پيش از عينش. عرض شد: چگونه موجود حاضر عينش پيش از صفتش شناخته مى شود؟ حضرت فرمود: [نخست] او را مى شناسى و سپس به علمش پى مى برى و به وسيله او خودت را مى شناسى؛ زيرا خودت را از طريق خودت نمى شناسى. همچنين پى مى برى كه آنچه در اوست، از خود او و قائم به اوست. چنان كه برادران يوسف به او گفتند: «آيا تو همان يوسفى؟» و او فرمود: «آرى من يوسفم و اين برادر من است». آنها يوسف را به خود او شناختند، نه به واسطه ديگرى و او را با توهمات قلبى از پيش خود نساختند... مى گويم: در ذيل دومين روايت اين باب نقل كرديم كه: خود شناسى سودمندترين شناخت از دو شناخت است، توضيح داديم كه انسان هر گاه به سير در آيت نفس خويش بپردازد و با آن تنها شود، از همه چيز مى بُرَد و به پروردگارش روى مى كند و در پى آن شناختى بى واسطه و دانشى بدون بهره گرفتن از اسباب و علل نسبت به خدايش پيدا مى كند؛ زيرا بريدن از غير هر گونه حجابى را كنار مى زند و در اين هنگام انسان با مشاهده بارگاه عظمت و كبريايى، از خود بى خود مى شود. و سزاوار است كه اين معرفت، خداشناسى يا خدا نام نهاده شود. در اين هنگام اين حقيقت نفسانى بر او آشكار مى شود كه نفسش فقير و محتاج به خداوند سبحان است و چنان مملوك و در تصرّف اوست كه بدون او، هيچ استقلالى ندارد. اين است مقصود امام صادق عليه السلام كه فرمود: به واسطه او خودت را مى شناسى و خودت را به خودت نمى توانى بشناسى و بدانى كه آن چه در اوست از آن او و متكّى و وابسته به اوست. در همين معنا روايت ديگرى است كه مسعودى در «اثبات الوصية» از امير المؤمنين عليه السلام نقل كرده كه آن حضرت در خطبه اى فرمود: پاك و منزّهى تو اى خدا! كه هر چيزى را [از خودت و آثارت] پر كرده اى و از هر چيزى جدايى. هيچ چيزى فاقد تو نيست و تويى آن كه هر كارى كه خواهى مى كنى. مبارك و خجسته اى تو، اى كسى كه هر موجود قابل دركى، آفريده اوست و هر موجود محدودى ساخته اوست ـ تا آنجا كه امام على عليه السلام عرضه داشت ـ : پاك و منزّهى تو! كدام ديده است كه در برابر درخشندگى نور تو تاب بياورد و تا نور پرتو قدرت تو بالا رود؟ كدام فهم است كه آن چه را وراى اين است بفهمد؟ مگر ديدگانى كه پرده ها[ى غفلت] را از آنها كنار زده و حجابهاى ظلمانى را از برابرشان دريده باشى؟ كه ارواح آنان بر كناره بالهاى ارواح صعود كنند و در محضر تو به راز و نياز با تو پردازند و در ميان پرتوهاى عظمت تو فرو روند و از روى خاك، به سطح كبريايى تو نظر افكنند. پس، ملكوتيان آنها را ديدار كنندگان نامند و جبروتيان به آباد كنندگان صدايشان زنند. بحار الأنوار حديثى از ارشاد القلوب ديلمى مى آورد كه دو سند براى آن ذكر مى كند ، در اين حديث آمده است: هر كه براى رضا و خشنودى من كار كند، من سه خصلت به او مى دهم: سپاسگزارى و شكرى به او مى شناسانم كه با جهل و نادانى آميخته نشود؛ به او ذِكر و يادى مى آموزانم كه فراموشى با آن در نياميزد؛ به او محبّتى مى شناسانم كه محبّت مخلوقان را بر محبّت من بر نگزيند. چنين كسى هر گاه مرا دوست بدارد، من هم او را دوست مى دارم و چشم دلش را به روى جلال خود مى گشايم و بندگان خاص خود را از او پنهان نمى دارم و در تاريكى شب و روشنايى روز با او همسخن مى شوم، تا آن جا كه همسخنى با مخلوق و همنشينى با آنان را رها كند؛ سخن خودم و سخن فرشتگانم را به او مى شنوانم و رازى را كه از خلقم پوشانده ام، براى او فاش مى سازم و جامه شرم و حيا بر او مى پوشانم تا تمام خلايق از او شرم كنند؛ آمرزيده بر روى زمين راه مى رود و دلش را پذيرنده و بينا قرار مى دهم؛ هيچ چيزى از بهشت و دوزخ را از او پوشيده نمى دارم، ترس ها و سختيهايى را كه مردم در روز قيامت از سر مى گذرانند، به او مى شناسانم؛ نيز به حسابهايى كه از توانگران و تهيدستان و نادانان و دانايان مى كشم آشنايش مى سازم؛ او را در گورش مى خوابانم و نكير و منكر را به سراغش مى فرستم، تا از وى پرسش كنند در حالى كه تاريكى گور و لحد و هول و هراس سراشيبى گور و قيامت را احساس نكند؛ آن گاه ترازويش را بر پا مى دارم و دفترش را مى گشايم و نامه عملش را در دست راستش مى نهم و او آن نامه گشوده را مى خواند. سپس ميان خودم و او مترجمى نمى گذارم. اين است صفات محبّان. اى احمد! همّ و غمّت را يكى كن و يك زبان شو و بدنت را چنان زنده بدار، كه هيچ گاه غافل نشود، هر كه از من غفلت ورزد ديگر برايم مهم نيست كه در كدام وادى به هلاكت درافتد. سه روايت اخير، گر چه ارتباط مستقيمى به بحث ما ندارند، اما از اين جهت آنها را آورديم تا افراد نكته سنج و با بصيرت، به درستىِ اين سخن پيش گفته ما برسند كه شناخت راستين، از طريق دانش فكرى و نظرى، چنان كه بايد به دست نمى آيد و حق آن كاملاً ادا نمى شود؛ چرا كه اين روايات، از موهبتهاى الهى كه ويژه دوستانش نموده، چيزهايى برمى شمارد كه هيچگاه از طريق سير و سلوك فكرى حاصل نمى شوند. اين اخبار، اخبارى درست و صحيح هستند، و همچنان كه به خواست خدا در تفسير سوره اعراف توضيح خواهيم داد، كتاب الهى، درستىِ اين اخبار را گواهى مى كند.


[1] الحشر : 19 .

[2] فصّلت : 53.

[3] الذاريات : 20 و 21 .

[4] الاحتجاج : 1/313/125 .

[5] فاطر : 28 .

[6] يوسف : 90 .

[7] الميزان في تفسير القرآن : 6/169 ـ 176.

نام کتاب : ميزان الحكمه نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 7  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست