الأشْعَرِيّ ليستنفر النَّاس، فثبّطهم أبو موسى وَ قَالَ: إنّما هِيَ فِتنَةٌ، فنُمِيَ [1] ذلك إلى عليّ، فَوَلّى على الكُوفَةِ قَرَظَةَ بن كَعْبٍ الأنْصاريّ، و كتب إلى أبي موسى:
و في سِيَرِ أعلامِ النبلاء- عن شَقِيق-: كنّا مع حُذَيْفَة جلوساً، فدخل عبد اللَّه و أبو موسى المسجد، فقال: أحدهما منافق، ثمّ قال: إنَّ أشبه النَّاس هَدْياً و دَلًّا و سَمْتاً برسول اللَّه 6 عبد اللَّه [3].
و في شرح نهج البلاغة: روي أنّ عَمَّاراً سُئل عن أبي موسى، فقال: لقد سمعت فيه من حُذَيْفَة قولًا عظيماً، سمعته يقول: صاحب البُرْنُس [4] الأسْوَد، ثمّ كلح كلوحاً [5]، علمت منه أنّه كان ليلة العقبة بين ذلك الرَّهط [6].
و في تاريخ مدينة دمشق عن أبي يحيَى حُكَيم: كنت جالساً مع عَمَّار، فجاء أبو موسى فقال: مالي و لك؟ قال: أ لستُ أخاك؟ قال: ما أدري، إلّا أنّي سمعت رسول اللَّه 6 يلعنك ليلة الجمل [7]. قال: إنّه قد استغفر لي. قال عَمَّار: قد
[1]. نَمَيتُ الحديثَ: أي رفَعتُه و أبلَغتُه (النهاية: ج 5 ص 121).
[2]. مروج الذهب: ج 2 ص 368 و راجع تاريخ الطبري: ج 4 ص 499 و 500 و الكامل في التاريخ: ج 2 ص 349.
[3]. سِيَر أعلامِ النبلاء: ج 2 ص 393 الرقم 82، تاريخ مدينة دمشق: ج 32 ص 93، المعرفة و التاريخ: ج 2 ص 771.
[4]. البُرنُس: قلنسوة طويلة كان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام (النهاية: ج 1 ص 122).
[6]. شرح نهج البلاغة: ج 13 ص 315، الاستيعاب: ج 3 ص 104 الرقم 1657 و فيه «عزله عليّ رضى الله عنه عنها، فلم يزل واجِداً منها على عليّ، حتَّى جاء منه ما قال حذيفة. فقد روى فيه لحذيفة كلام كرِهْتُ ذكره، و اللَّه يغفر له».
[7]. في كنز العمال، و بحار الأنوار، وردت كلمة «الجبل» بدل «الجمل». و كلاهما صحيح؛ لأنّ ذلك إشارة إلى ما وقع لرسول اللَّه 6 قرب جبلٍ أثناء عودته من مكّة، و كانت تتعلَّقُ بجمل رسول اللَّه 6. فمن هنا جاء اختلاف التسمية و النقل.