فقال: اللَّه أكبر، صدق اللَّه و رسولُهُ، حَوِّلِي وجهيَ إلى القبلة، فإذا حضر القوم فَأقرئيهم منّي السَّلام، فإذا فرغوا من أمري، فاذبحي لهم هذه الشَّاة، و قولي لهم:
أقسمت عليكم إن برحتم حتَّى تأكلوا، ثمّ قُضِي عليه.
فأتى القوم، فقالت لهم الجارية: هذا أبو ذَرّ صاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ قَد تُوفّي، فنزلوا، و كانوا سبعة نفر، فيهم حُذَيْفَة بن اليَمان، و الأشْتَر، فبكوا بكاءً شديداً، و غسّلوه، و كفّنوه، و صلّوا عليه، و دفنوه.
ثمّ قالت لهم: إنّه يُقسِمُ عليكم ألّا تبرَحُوا حتَّى تأكلُوا، فذبَحُوا الشَّاةَ و أكلوا، ثمّ حَمَلُوا ابنَتهُ حتَّى صارُوا بها إلى المدينة [1].
4 كتابه 7 إلى قَيْصَر الرُّوم
لمَّا جلَس عُمَر في الخلافة، جَرى بين رَجل من أصحابه يقال له: الحارث بن سِنان الأزْدِيُّ، و بين رَجل من الأنْصار كلام و منازَعة، فلَمْ ينتصف له عُمر، فلَحق الحارث بن سِنان بقيْصر، و ارْتَدَّ عن الإسلام، و نَسي القرآن كلَّه، إلَّا قوله تعالى: