لي أو لامرأتي لم اكفَّن إلّا في ثوب لي أو لها؛ و إنّي أنشدكم اللَّه ألّا يكفّنني رجل منكم كان أميراً أو عَريفاً أو بريداً [1] أو نقيباً [2]!
قالت: و ليس في اولئك النَّفر أحد إلّا و قد قارف بعض ما قال، إلّا فتىً من الأنصار قال له: أنا اكفّنك يا عمّ في ردائي هذا، و في ثوبين معي في عَيْبتي من غزل امّي.
فقال أبو ذَرّ: أنت تكفِّنني، فمات فكفّنه الأنْصاريّ و غسّله النَّفر الَّذين حضروه و قاموا عليه و دفنوه؛ في نفر كلّهم يمان.
روى أبو عمر بن عبد البرِّ قبل أن يروي هذا الحديث في أوّل باب جُندب:
كان النفر الَّذين حضروا موتَ أبي ذَرّ بالرَّبَذَة مصادفة جماعة؛ منهم حُجْر بن الأدْبَر، و مالك بن الحارث الأشْتَر.
قلت: حُجْر بن الأدبَر هو حُجر بن عَدِيّ الَّذي قتله معاوية، و هو من أعلام الشيعة و عظمائها، و أمّا الأشْتَر فهو أشهر في الشِّيعة من أبي الهُذَيل في المعتزلة [3].
عَمرُو بنُ الحَمِقِ الخُزاعِيّ
عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخُزاعِيّ. صحابيّ جليل من صحابة
[1] عَرِيف و هو القَيّم بامور القبيلة أو الجَماعة من الناسِ يَلِي امورَهُم و يتعرّف الأمير منه أحوالهم (النهاية:
ج 3 ص 218).
[2] النَّقِيب: هو كالعَريف على القوم المُقَدَّم عليهم، الَّذي يَتعرَّف أخبارهم، و ينقِّب عن أحوالهم: أي يُفَتِّش (النهاية: ج 5 ص 101).
[3]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 15 ص 99 و 100.