أعظم ممَّا في نفسك لم أُجبك، لأنَّه ليس لي عندك عُذر يَنْفعني، و لا قُوَّة تمنعني، و أمَّا قولك
«ولزومي بيتَ اللَّهِ الحَرامِ غيرَ حاجٍّ ولا قاطِنٍ»
، فإنِّي اعتزلتُ أهلَ الشَّام، و انقطعتُ عن أهل العراق، و أصبت أقواماً صغّروا من ذنبي ما عظَّمتم، و عظَّموا من حقِّي ما صغَّرتم، إذ لم يكن لي منكم وليٌّ و لا نصير. [1]
و نقل أبي قُتَيْبَة الكتاب، و لكنَّه نقله بصورة أخرى لا بدَّ من إيرادها هنا:
أمَّا بَعدُ، فَإنَّكَ امرؤ ضَلَّكَ الهَوى، و استَدْرَجَكَ الغُرورُ، فاستَقِلِ اللَّهَ يُقِلْكَ عَثرَتَكَ، فإنَّه مَنِ استقالَ اللَّهَ أقالَهُ، إنَّ اللَّهَ يَغفِرُ و لا يُغيِّرُ، و أحَبُّ عبادِهِ إليهِ المُتَّقون، و السلام. [2]
128 كتابه 7 إلى عَمْرو بن أبي سَلَمَة
[نقل مصنف كتاب معادن الحكمة (رحمه الله)[3] كتاباً له 7 إلى بعض عُمَّاله خالياً من ذكر اسم المكتوب إليه، نقله عن السَّيِّد (رحمه الله)، و لكنْ نقل اليعقوبي كتاباً له 7 إلى عَمْرو بن أبي سلمة الأرْحَبيّ يقرب من الكتاب الَّذي نقله المصنف (رحمه الله)، و يمكن أن يكونا كتاباً واحداً، و إن كان القريب عندي تعدُّدهما، لاختلاف مضمونهما كثيراً، و هو:]
«أمَّا بَعْدُ، فإنَّ دَهاقِينَ عَمَلِكَ شَكَوا غِلْظَتَكَ، ونَظَرْتُ في أمرِهِمْ فما رأيْتُ خَيْراً، فَلْتَكُن مَنْزِلَتُكَ بين مَنزِلَتَينِ: جلبابُ لينٍ بِطَرفٍ مِنَ الشِّدَّةِ في غَيرِ ظُلْمٍ ولا نَقْصٍ، فإنَّهم أحيونا صاغرين، فَخُذْ ما لَكَ عِندَهُم وهُم صاغِرونَ، ولا تتَّخِذْ
[1]. العِقد الفريد: ج 3 ص 34 جمهرة رسائل العرب: ج 1 ص 501 الرقم 46 جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ 7: ج 2 ص 52.