في وقعة صفِّين عن الأعْمَش: كتب معاوية إلى أبي أيّوب خالد بن زَيْد الأنْصاريّ- صاحب منزل رسول اللَّه 6، و كان سيّداً معظّماً من سادات الأنصار، و كان من شيعة عليّ 7- كتاباً، و كتب إلى زياد بن سُمَيَّة- و كان عاملًا لعليّ 7 على بعض فارس- كتاباً؛ فأمّا كتابه إلى أبي أيّوب فكان سطراً واحداً: لا تنسى شَيْباءُ أبا عُذرتها، و لا قاتلَ بِكرها.
فلم يدرِ أبو أيّوب ما هو؟ فأتى به عليّاً و قال: يا أمير المؤمنين! إنّ معاوية ابن أكّالة الأكباد، و كهف المنافقين، كتب إليَّ بكتاب لا أدري ما هو؟ فقال له عليّ:
«وأيْنَ الكِتابُ؟
» فدفعه إليه فقرأه و قال:
«نَعَمْ، هذا مَثَلٌ ضَربهُ لَكَ، يَقُولُ: ما أنسى الَّذي لا تَنسى، الشَّيْباءُ لا تنسى أبا عذرتها»
، و الشّيباء: المرأة البكر ليلة افتضاضها، لا تنسى بعلها الَّذي افترعها أبداً، و لا تنسى قاتل بِكرها؛ و هو أوّل ولدها. كذلك لا أنسى أنا قتل عثمان [1].
أبو الهَيْثَم
هو مالك بنُ التَّيِّهانِ بن مالك أبو الهَيْثَم الأنْصاريّ، و هو مشهور بكنيته. من أوائل الأنصار الَّذين أسلموا في مكّة قبل هجرة النَّبيّ 6 [2]. و كان قبل الإسلام موحّداً أيضاً و لم يعبد الأصنام. [3] و شهد مشاهد النَّبيّ 6 جميعها [4]، و هو ممّن