، و إنِّي أُحَذِّرك اللَّه أنْ تُحْبطَ عملَك، و سابقتك بشقِّ عَصا هذه الأمَّة و تَفْريق جماعتها، فاتّق اللَّه، و اذْكُر موْقِف القِيامة، و أقْلع عمَّا أسْرفتَ فيه من الخَوْض في دِماء المسلمينَ، و إنِّي سمعتُ رسُول اللَّه 6 يقول:
«لوْ تَمالأ أهْل صَنْعاء و عَدَن على قَتل رَجل وَاحد من المسلمين، لأكبَّهم اللَّه على مَناخِرهم في النَّار»
فكيف يكون حال مَن قتل أعلام المسلمين، و سادات المهاجرين، بَلَه ما طحنتْ رحى حربه من أهل القرآن، وذي العبادة و الإيمان، من شيخ كبير، و شَابّ غرير، كلّهم باللَّه تعالى مؤمن، و له مخلص، و برسوله مُقِرّ عارف، فإنْ كنت أبا حسن إنَّما تحارب على الإمرة و الخلافة.
فلَعَمْرِي لو صحّت خلافتك لَكنت قريباً من أنْ تعذر في حرب المسلمين، و لكنَّها ما صحَّت لك، أنَّى بصحّتها و أهل الشَّام لم يدخلوا فيها و لم يرتضوا بها! و خَفِ اللَّهَ و سَطواتِهِ، و اتِّق بأسه و نكاله، و أغمد سَيْفك عَنِ النَّاسِ، فقد و اللَّه أكلَتهُمُ الحَربُ، فلم يبقَ منهم إلَّا كالثَّمد [2] في قرارة الغدير، و اللَّه المستعان.