responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكاتيب الأئمة(ع) نویسنده : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 374

سَلفت لَكَ، لقد كان اخْتَطفتكَ بَعضُ عُقبانِ أهْلِ الشَّام، فيصعد بك في الهَواء، ثُمَّ قَذفك على دَكادِك شَوامِخ الأبصار، فأُلفيتَ كسحيق الفِهر، على صن الصَّلابَة لا يَجد الذَّرُّ فيْك مرتعاً.

و لقد عزمت عزمةَ مَن لا يعطفه رقَّة الأنذار إن لم تباين ما قرَّبتَ بِه أملَك، و طَالَ له طَلْيُكَ، و لأُورِدنَّكَ مورداً تسْتَمِرُّ النَّدامة، إن فسخ لَك في الحَياة، بَل أظُنُّك قَبل ذلِك من الهَالِكين، و بِئْس الرَّأي رَأي يورد أهلَه إلى المَهالك، و يمنِّيَهم العَطَب إلى حِينَ لاتَ مَناص.

و قد قذفَ بالحقِّ على الباطل، و ظَهر أمْر اللَّه و هم كارِهون، و للَّهِ الحُجَّة البالِغة، و المِنَّةُ الظَاهِرَةُ، و السَّلام.

فلمَّا جاءَ كتابه إلى أمير المؤمنين و قَرأه، أجابه بما لفظه:

«مِن عَبْدِ اللَّهِ أميْرِالمُؤمِنينَ عليِّ بنِ أبي طَالبٍ، إلى مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفْيَان.

أمَّا بَعْدُ، فَقَدْ أتَانَا كتابُك بِتَنْوِيقِ المَقالِ وضَرْبِ الأمْثالِ، وانْتِحالِ الأعْمالِ، تَصِفُ الحِكْمَةَ ولَسْتَ مِن أهْلِها، وتَذْكُرُ التَّقْوَى وأنْتَ علَى ضِدِّها، قَدْ اتَّبَعْتَ هَواكَ فَحادَ بِكَ عَن طَريقِ الحُجَّةِ، وألْحَجَ‌ [1] بِكَ عن سَواء السَّبيل، فأنْتَ تَسْحَبُ أذْيالَ لَذَّاتِ الفِتَنْ، وتَخْبِطُ في زَهْرَة الدُّنْيا، كأنَّك لَسْتَ تُوقِنُ بأوْبَة البَعْثِ ولا برَجْعَةِ المُنْقَلَبِ، قَدْ عَقَدْتَ التَّاجَ، ولَبِسْتَ الخَزَّ، وافْتَرَشْتَ الدِّيباج، سُنَّةً هِرَقْلِيَّةً، ومُلْكاً فارِسيَّاً، ثُمَّ لم يُقْنِعْك ذلِك، حَتَّى يَبْلُغَنِي أنَّك تَعْقِدُ الأمْرَ مِن بَعْدك لِغَيْرِكَ، فيهلِكُ دُونَك فتُحاسَبُ دُونَهُ، ولَعَمْرِي لَئِن فَعَلْتَ ذلِك، فمَا وَرِثْتَ الضَّلالَة عن كَلالةٍ، وإنَّك لَابْنُ مَن كانَ يَبْغِي علَى أهْلِ الدِّينِ، ويَحْسُدُ المُسلمينَ.


[1] اللَّحْجُ: الميل، و ألْحَجُ: مُعْوَجٌ. (لسان العرب: ج 2 ص 356).

نام کتاب : مكاتيب الأئمة(ع) نویسنده : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست