سَلفت لَكَ، لقد كان اخْتَطفتكَ بَعضُ عُقبانِ أهْلِ الشَّام، فيصعد بك في الهَواء، ثُمَّ قَذفك على دَكادِك شَوامِخ الأبصار، فأُلفيتَ كسحيق الفِهر، على صن الصَّلابَة لا يَجد الذَّرُّ فيْك مرتعاً.
و لقد عزمت عزمةَ مَن لا يعطفه رقَّة الأنذار إن لم تباين ما قرَّبتَ بِه أملَك، و طَالَ له طَلْيُكَ، و لأُورِدنَّكَ مورداً تسْتَمِرُّ النَّدامة، إن فسخ لَك في الحَياة، بَل أظُنُّك قَبل ذلِك من الهَالِكين، و بِئْس الرَّأي رَأي يورد أهلَه إلى المَهالك، و يمنِّيَهم العَطَب إلى حِينَ لاتَ مَناص.
و قد قذفَ بالحقِّ على الباطل، و ظَهر أمْر اللَّه و هم كارِهون، و للَّهِ الحُجَّة البالِغة، و المِنَّةُ الظَاهِرَةُ، و السَّلام.
فلمَّا جاءَ كتابه إلى أمير المؤمنين و قَرأه، أجابه بما لفظه:
«مِن عَبْدِ اللَّهِ أميْرِالمُؤمِنينَ عليِّ بنِ أبي طَالبٍ، إلى مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفْيَان.