ثُمَّ أمرهم بأن يطيعوه في جميع ما يأمرهم به من الإقدام و الإحجام، و قال: إنَّهُ لا يُقدّم و لا يُؤخّر إلَّا عن أمري، و هذا إن كان قاله مع أنَّه قد سنح له أن يعمل برَأيهِ في أمور الحرب من غير مراجعته فهو عظيم جدّاً، لأنَّه يكون قد أقامه مقام نفسه، و جاز أن يقول إنَّه لا يفعل شيئا إلَّا عن أمري، و إن كان لا يراجعه في الجزئيات على عادة العرب في مثل ذلك، لأنَّهم يقولون فيمن يثقون به نحو ذلك ... هذا القول عن الأشْتَر، لأنَّه قد قرَّر معه بينه و بينه ألّا يعمل شيئاً قليلًا و لا كثيراً إلَّا بعد مراجعته، فيجوز، و لكنَّ هذا بعيد؛ لأنَّ المسافة طويلة بين العِراق و مصر و كانت الأمور هناك تقف و تفسد. [2]
[و لا يخفى على أحد أهمية و قيمة هذه الكلمات التي صدرت عن الإمام أمير المؤمنين 7، المعصوم الَّذي لا يخاف لومة لائم و لا يتكلّم و لا يكتب إلَّا بِحَقٍّ.]
[1]. الأمالي للمفيد: ص 81 ح 4، الغارات: ج 1 ص 259، بحار الأنوار: ج 33 ص 552؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 6 ص 74.