واعلَما، أنَّ مُقدّمَةَ القَومِ عُيونُهُم، وعُيونُ المُقَدِّمَةِ طَلائِعُهُم، فإذا أنتُما خَرجتُما مِن بِلادِكُما فلا تَسأما مِن توجيهِ الطَّلائِعِ، ومِن نَفْض الشِّعاب والشَّجر والخَمَر[1]في كُلِّ جانِبٍ، كي لا يَغتَرَّ كُما عَدُوّ، أو يَكونَ لَكُم كَمِينٌ.
ولا تُسيِّرُنَّ الكتائِبَ والقبائِلَ مِن لَدُنِ الصَّباحِ إلى المَساءِ إلَّاعلى تَعبِيَةٍ. فإنْ دهَمَكُم داهِمٌ، أو غَشِيَكُم مَكروهٌ، كُنْتُم قَد تَقَدَّمتُم في التَّعبِيَةِ. وإذا نَزَلتُم بِعَدُوٍّ، أو نَزَلَ بِكُم، فلْيَكُن مُعَسكَرُكُم في قُبُلِ الأشرافِ، أو سِفَاحِ الجبالِ، أو أثناءِ الأنهارِ، كَيْما يَكُونَ ذلِكَ لَكُم رِدْء اً، وتكون مُقاتِلَتُكُم مِن وَجْهٍ واحدٍ أو اثنَينِ، واجعَلُوا رُقَباءَ كُم في صياصي الجِبالِ، وَبِأعالي الأَشرافِ، وَمناكِبِ[2]الهِضابِ يَروْنَ لَكُم،
[1] النفيضة: الجماعة يبعثون في الأرض متجسّسين، لينظروا هل فيها عدوّ أو خوف (تاج العروس: ج 10 ص 167 «نفض»). و الشعاب: جمع شعبة، و هو ما انشعب من التلعة و الوادي، أي عدل عنه و أخذ في طريق غير طريقه (تاج العروس: ج 2 ص 117 «شعب»). و الخَمَر- بالتحريك-: كلّ ما سترك من شجرٍ أو بناءٍ أو غيره (النهاية: ج 2 ص 77 «خمر»)
[2] المَنكِب من الأرض: الموضع المرتفع (تاج العروس: ج 2 ص 453 «نكب»).