كَحَذَرِك مِن خَلْفِك، ومَا هِيَ بِالْهُوَيْنَى الَّتي تَرْجُوه، ولَكِنَّهَا الدَّاهِيَةُ الْكُبْرَى، يُرْكَبُ جَمَلُهَا، ويُذَلَّلُ صَعْبُها، ويُسَهَّلُ جَبَلُهَا، فَاعْقِلْ عَقْلَك، وامْلِك أمْرَك، وخُذْ نَصِيبَك وحَظَّك، فإن كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلَى غَيْرِ رَحْبٍ، ولافِي نَجَاةٍ، فَبِالْحَرِيِّ لَتُكْفَيَنَّ وأنْتَ نَائِمٌ، حَتَّى لا يُقَالَ: أيْنَ فُلانٌ، واللَّه إِنَّهُ لَحَقٌّ مَعَ مُحِقٍّ، ومَا أُبَالِي مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ، والسَّلامُ».
[1]
32 كتابه 7 إلى أهل المدينة
[روى المفيد (رحمه الله) كتابه 7 إلى أهل المدينة، بعد وقعة الجمل]
قال: ثُمَّ رجع إلى خَيْمَته، فاستدْعى عُبيد اللَّه بن أبي رافع- كاتِبه- و قال:
«اكتب إلى أهل المدينة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِن عَبدِ اللَّهِ عليّ بنِ أبي طالبٍ، سَلامٌ عَلَيكُم. فإنِّي أحمَدَ اللَّهَ إلَيكُم الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ، أمَّا بَعدُ: فإنَّ اللَّهَ بمَنِّهِ، وَفَضْلِهِ، وَحُسنِ بَلائِهِ عِندي وعِندَكُم، حَكَمٌ عَدْلٌ، وقَد قالَ سُبحانَهُ في كتابِهِ- وقَولُهُ الحقُّ-: «إِنَّ اللَّهَ لَايُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُو وَ مَا لَهُم مّن دُونِهِى مِن وَالٍ» [2].
وإنِّي مُخبِرُكُم عنَّا، وعَمَّن سِرنا إليهِ من جُموعِ أَهلِ البَصرَةِ، وَمَن سارَ إليهِم مِن قُرَيشٍ وَغَيرِهِم مَعَ طَلْحَةَ والزُبَيْرِ، ونَكْثِهما على [3] ما قد علِمتم من بيعتي، وهُما
[1]. نهج البلاغة: الكتاب 63 و راجع: الجمل: ص 133.
[2]. الرعد: 11.
[3]. كذا في المصدر و الأرجح أنّها: «علَيَّ» فتكون الفاصلة قبل: «و نكثهما».